دعه فقد جذب الهوى بعنانه

دَعهُ فَقَد جَذَبَ الهَوى بِعِنانِهِ

وَشُؤونُهُ هَتَكَت سَريرَةَ شانِهِ

إِنَّ اِنتِهاكَ السِرِّ في حُكمِ الهَوى

حُلوٌ فَسِر بِالسِرِّ عَن كِتمانِهِ

هَيهاتَ أَن تَخفى صَبابَةُ عاشِقٍ

وَجُنونُهُ مُستَحكِمٌ بِجنانِهِ

وَمُمَنطَقٍ عِندَ اِرتِجاجَةِ رِدفِهِ

يَخشى اِنخِزالَ الخَصرِ في هَيمانِهِ

هاروتُ بابِلَ كامِنٌ في طَرفِهِ

مُتَعَلِّمٌ لِلسِّحرِ مِن إِنسانِهِ

وَكَأَنَّما ماروتُ يَعشَقُ لَفظَهُ

فَيَرى بَديعَ السِّحرِ نَفثَ لِسانِهِ

يَبدو بِصورَةِ يوسُفٍ يَتلو الهَوى

آياتِ سورَةِ يوسُفٍ بِبَيانِهِ

مَن مُنصِفي مِن شادِنٍ أَحوى مُعَر

بِدِ لَحظِهِ نَشوانِهِ وَسِنانِهِ

يَجلو الرَبيعُ بِكُلِّ فَصلٍ حُسنَهُ

فَالرَوضُ يَخجَلُ مِنهُ في نَيسانِهِ

غَضٌّ جَنِيُّ الوَردِ في وَجناتِهِ

يُزري بِلَونِ الوَردِ في أَغصانِهِ

قَمَرٌ وَلَكِن صَدُّهُ لَم يُبقِ لي

رَمَقاً يُعيدُ الحُسنَ في إِحسانِهِ

مُتَأَوِّدٌ كَالرُمحِ فِعلُ قَوامِهِ

مُتَثَنِّياً أَضعاف فِعلِ سِنانِهِ

مِن وَجهِهِ تُجنى ثِمارُ الحُسنِ يا

نِعَةً بِما نَهواهُ مِن بُستانِهِ

يَهتَزُّ كَالرُمحِ المُثَقَّفِ قَدُّهُ

سَفَكَ الدِّماءَ بِضَربِهِ وَطِعانِهِ

لَو كانَ موسى جاءَ فِرعَوناً بِعَق

رَبِ صُدغِهِ أَغنَتهُ عَن ثُعبانِهِ