روض الربيع مفوف ومدبج

رَوضُ الرَبيعِ مُفَوَّفٌ وَمُدَبَّجُ

هَل كانَ في صَنعاءَ قِدماً يُنسَجُ

عَجَباً لَهُ وَهوَ الصَحيحُ مِزاجُهُ

وَنَسيمُهُ دَنِفٌ عَليلٌ مُبهِجُ

وَكَأَنَّما الغُدرانُ بَينَ رِياضِهِ

حُبكُ الدُروعِ بِمَرِّهِ تَتَمَوَّجُ

أَشجارُهُ كَعَرائِسٍ تَختالُ بَي

نَ غَلائِلٍ مِن نَورِهِ وَتَبَرَّجُ

وَالوُرقُ في العيدانِ كَالقَيناتِ

بِالعيدانِ تَرمُلُ بِالبمومِ وَتهزجُ

وَمُهَفهَفٍ غَرَسَ الجَمالُ بِوَجهِهِ

رَوضاً فَفيهِ عُيونُنا تَتَفَرَّجُ

عَيناهُ نَرجستانِ أُضعِفَتا وَفي

فيهِ المُدامُ بِماءِ مُزنٍ تُمزَجُ

وَالخَدُّ وَردٌ مُضعَفٌ لَكِنَّهُ

بِالآسِ مِن نَبتِ العِذارِ مُسَيَّجُ

يَفتَرُّ عَن نورِ الأَقاحي ثَغرُهُ

وَإِذا تَنَفَّسَ فاحَ مِنهُ بَنَفسَجُ

وَلِحاظُهُ فيهِنَّ هاروتٌ وَما

روتٌ سِواحِرُ وَهيَ لا تَتَحَرَّجُ

يُبدي لَنا أَغلى الجَواهِرِ وَجهُهُ

لا بَل مُحَيّاهُ أَجَلُّ وَأَبهَجُ

مُتَأَوِّدٌ كَالخَيزُرانَةِ قَدُّهُ

حِقفُ النَقا مِن تَحتِهِ يَتَرَجرَجُ

وَتَكادُ تَحسُدُ وَجهَهُ شَمسُ الضُحى

وَالبَدرُ لَيلَةَ تمِّهِ المُتَبَرِّجُ

يا قاتلَ اللَهُ الحَمائِمَ إِنَّها

بِغِنائِها لِلعاشِقينَ تُهَيِّجُ

أَبكي وَيَشكو مِن فِراقِ هَديلِهِ

أَسَفاً وَيُنشِدُ في الأَراكِ وَأَنشُجُ

سُبحانَ خالِقِهِ فَكَم مِن فِتنَةٍ

مِن حُسنِ صورَتِهِ عَلَينا تَخرُجُ