زار الحبيب وحياني فأحياني

زارَ الحَبيبُ وَحَيّاني فَأَحياني

وَمُذ جَفاني جَفاني نومُ أَجفاني

كَم أَكتُمُ الوَجدَ وَالأَجفانُ تُعلِنهُ

فَالدَمعُ في كُلِّ عَينٍ مِنهُ عَينانِ

أَفنانِيَ الوَجدُ إِذ ناحَت مُطَوَّقَةٌ

تَدعو سُحَيراً هَديلاً بَينَ أَفنانِ

ناحَت فَباحَت وَلَم تَدرِ الدُّموعَ وَلَم

يَبُح لِساني وَأَبدَت عَبرَتي شاني

فَدَيتُ مَن ما رَأى سُقمي وَصِحَّتَهُ

إِلّا وَأَضحَكَهُ عُجباً وَأَبكاني

قَلبي يَراهُ على بُعدِ المَزارِ فَوا

لَهفي لِصَدِّ الحَبيبِ النازِحِ الداني

فَمَن رَأى غُصنَ بانٍ في كَثيبِ نَقاً

مِن قَبلِهِ مُثمِراً تُفّاحَ لُبنانِ

خَفيتُ حَتّى لَو اَنَّ الطَّيفَ يَطرُقُني

لَما رَأى مَضجَعي لَو كانَ يَغشاني

يا مَن يُسائِلُني عَمّا بُليتُ بِهِ

فَنيتُ كُلّي وَوَجدي لَيسَ بِالفاني