سقى الله ديرا فيه نادمت قسيسا

سَقى اللَهُ دَيراً فيهِ نادَمتُ قِسّيسا
فَكانَ شَريفاً ظاهِرَ البِشرِ قِدّيسا
لَهُ خُلُقٌ يُرضي النَبِيَّ مُحَمَّداً
وَيَأتي بِما أَوصى بِهِ قَومَهُ عيسى
وَيَطرَبُ إِن غَنَّيتُهُ فَكَأَنَّني
ضَرَبتُ لَهُ في الديرِ بِالصُبحِ ناقوسا
سَقاني مُداماً قَرقَفاً ذَهَبِيَّةً
كَأَنَّ عَلى حافاتِها الدُرَّ مَغروسا
مُعَتَّقَةً مِن صَيدِنايا سَبَأتُها
يَهُزُّ بِها الرّاووقُ أَعطافَ إِبليسا
فَمن وَجهِها في الكَأسِ يُبدي طَلاقَةً
إِلَيَّ وَمِن وَجهي يُقابِلُ تَعبيسا
كُمَيتاً بِها يَسعى عَلى الشَّربِ شادِنٌ
مِنَ التُركِ تَكسوهُ المَهابَةُ ناموسا
يُخالُ إِذا ما اِختالَ في بُردِ حُسنِهِ
وَقَد ماسَ مِن سُكرِ المُدامَةِ طاوُوسا
ذُؤابَتُهُ الثُعبانُ إِذ راعَ شَكلُها
إِلى قَلبِهِ فِرعَونَ يَومَ عَصا موسى
يُسَرُّ الَّذي تَلقاهُ يَوماً بِقُربِهِ
سُرورَ سُلَيمانٍ عَلى عَرشِ بَلقيسا
فَأَنشَدَني شِعراً أَنيقاً مُهَذَّباً
بِهِ وافَقَ وَالتَطبيقُ في الحُسنِ تَجنيسا
وَيَنبُضُ سَهماً طَرفُهُ كُلَّما رَنا
وَقَوَّسَ مِنهُ الحاجِبَ السّحبُ تَقويسا
عَلى خَصرِهِ تَنضَمُّ عَشرُ أَنامِلٍ
وَفي سَرجِهِ النُعمى مِنَ الرِدفِ وَالبوسى
- Advertisement -