شكوت فلم يرق لضعف حالي

شَكَوتُ فَلَم يَرِقَّ لِضَعفِ حالي

حَبيبٌ جِسمُهُ بِالحُسنِ حالي

خَلِيٌّ مِن خِلالِ العَذلِ فيهِ

ضَنَيتُ فَصِرتُ نِضواً كَالخِلالِ

حَلا لي في الهَوى مُرُّ التَجَنّي

بِلَفظٍ مِنهُ كالسِّحرِ الحَلالِ

إِذا ما اِفتَرَّ عَن غُرِّ الثَنايا

ثَنى في خَجلَةٍ غُرَّ اللآلي

بِنَضرَتِهِ وَنَظرَتِهِ إِلَينا

نَرى حُسنَ الغَزالَةِ وَالغَزالِ

وَغانِيَةٍ تَهُزُّ عَلى كَثيبٍ

قَوامَ الخَيزُرانَةِ بِاِعتِدالِ

يَعودُ البَدرُ عَنها ذا مِحاقٍ

إِذا نَظَرَت إِلَيهِ في الكَمالِ

تَضِنُّ بِوَصلِها المَأمولِ عَنّي

وَقَد خَوَّلتُها روحي وَمالي

بُليتُ عَلى اِكتِهالِ السِّنِّ مِنّي

بِمَعشوقِ التَّثَنّي وَالدَّلالِ

بَديعُ الحُسنِ وَالإِحسانُ مِنهُ

بَعيدٌ وَصلُهُ صَعبُ المَنالِ

أَتى شَيبي وَفارَقَني شَبابي

فَواصَلَني اِكتِئابٌ غَيرُ آلي

فَوا أَسَفاً عَلى دَهرٍ جَنَينا

بِأَيدي طيبِهِ ثَمَرَ الوِصالِ

مَضى الأَحبابُ وَاللَذاتُ عَنّي

فَوا أَسَفي عَلى عَيشٍ مَضى لي

لَئِن طالَت بِهَجرِهِمُ لَيالٍ

لَقَد قَصُرَت بِوَصلِهِمُ لَيالي

نَديمي هاتِها راحاً شَمولاً

أَرَقَّ لَدَيَّ مِن رَوحِ الشَمالِ

إِذا صَدَمَت جُيوش الهَمِّ وَلَّت

جيوشُ الهَمِّ إِذ تَدعو نَزالِ

أَدِر كاساتِها ذَهَباً مُذاباً

أَحاطَ بِرَأسِها عِقدُ اللآلي

فَحُلَّ بِها عِقالَ الهَمِّ عَنّي

وَقُم وَاِنشَط لأَنشَطَ مِن عِقالي

أَدِر شَمسَ المُدامَةِ أَو ترانا

نَرى الأَيّامَ سَكرى كَاللَيالي

عَلى وَردٍ كَأَنَّ بِهِ خُدودَ ال

غَواني نافِحاتٌ بِالغَوالي

يَقولُ تَمَتَّعوا بِشُموسِ فَضلي

طَوالِعَ عِندَكُم قَبلَ الزَّوالِ

وَأَيّامي قِصارٌ وَاللَيالي

وَإِلمامي كَإِلمامِ الخَيالِ

فَقَد أَبدى الرَّبيعُ وجوهَ حُسنٍ

أَنيقاتٍ بَديعاتِ الجَمالِ

وَمَنثوراً أَنامِلُهُ رِخاصٌ

بِهِنَّ جَواهِرُ الحُسنِ الغَوالي