صيدت ضراغم حاجر بمحاجر

صيدَت ضَراغِمُ حاجِرٍ بِمَحاجِرِ

وَسَطَت ذَواتُ أَساوِرٍ بِقَساوِرِ

وَتَسَنَّحَت يَومَ الغُوَيرِ لَنا مَهاً

تُهدي الغَرامَ لِمُنجِدٍ وَلِغائِرِ

يَسفِرنَ عَن صُوَرِ الدُّمى أَعشَت بِبَه

جاتِ الشُموسِ ضُحىً لِحاظَ الناظِرِ

مُتَهادِياتِ الخَطوِ يَكسونَ البَرا

طيباً بِسَحبِ مَعاجِرٍ وَضَفائِرِ

هُنَّ القَواتِلُ وَالفَواتِنُ لِلوَرى

بِلَواحِظٍ مِثلِ السُيوفِ فَواتِرِ

مِن كُلِّ جائِلَةِ الوِشاحِ تَهُزُّ غُص

نَ البانِ في أَعلى الكَثيبِ المائِرِ

رَيّا الرَوادِفِ ذاتُ خَصرٍ ناحِلٍ

واهٍ كَصَبري عَنهُ ظامٍ ضامِرِ

أَجفانُها مَرضى وَما لأَسيرِها

فادٍ وَلا لِقَتيلِها مِن ثائِرِ

باتَت مُقَبِّلُها يَخالُ رُضابَها

خَمراً مُعَتِّقَةً بِحانَةِ تاجِرِ

وَغَريرَةٍ في سَلبِ حَبِّ قُلوبِنا

مَهَرَت فَواعَجَباً لِغِرٍّ ماهِرِ

أَفدي الَّتي لَولا هَواها لَم أَبِت

أَرعى النُجومَ بِطَرفِ ساهٍ ساهِرِ

وَأَقولُ يا لَيلي الطَّويلَ ظَلَمتَني

لَم يَظلِموا لَمّا دَعَوكَ بِكافِرِ

فَأَجابَني بِلِسانِ حالٍ قائِلٍ

لَيلٌ بَهيمٌ ما لَهُ مِن آخِرِ

يا صاحِ ما الدُنيا سِوى سُكرِ الصِّبى

إِذ لَستُ أَبرَحُ مِنهُ بَينَ دَساكِرِ

وَزَمانُهُ طَلقُ المُحَيّا ضاحِكٌ

عَن ناجِذَي عَيشٍ هَنيءٍ ناضِرِ

أَشكو وَأَشكُرُ طَيفَها وَصُدودَها

عَنهُ فَواعَجَباً لِشاكٍ شاكِرِ