في مدحي الصاحب ماض عزمي

في مَدحِيَ الصّاحِب ماضٍ عَزمي

حَسبي بِهِ وَذاكَ عَينُ الحَزمِ

خافِضُ ضِدٍّ رافِعٌ مَن وَدَّهُ

ناصِبُ مَن عانَدَهُ لِلجَزمِ

لَم يُلفَ إِلّا لِلجَميلِ آلِفاً

فاعِلَ خَيرٍ صافِحاً عَن جُرمِ

ذاكَ الَّذي هِمَّتُهُ عالِيَةٌ

أَخمَصُها يُحذَى أَديمَ النَجمِ

وَهوَ الَّذي دانَت لَهُ أَعداؤُهُ

بِكُلِّ سَهلٍ وَبِكُلِّ حَزمِ

أَقلامُهُ تُولي النَدى وَبِالرَدى

تَرمي العِدا فَهُنَّ شُهبُ الرَجمِ

قَد أَصبَحَ الصاحِبُ أَولى الناس بال

مَدحِ بِنَثرٍ مُطرِبٍ وَنَظمِ

وَأَينَ مَن يُدرِكُ شَأوَ مَدحِهِ

وَوَصفِهِ في عربٍ أَو عُجمِ

وَجَوهَرُ الشَمسِ عَزيزٌ وَصفُهُ

كَذاكَ عَرفُ المِسكِ عِندَ الشَمِّ

عَبدُ الإِلَهِ مَن يَلُذ بِظِلِّهِ

لَم يَكُ يَوماً خائِفاً مِن خَصمِ

لَكِنَّ لي خَصماً بَديعاً حُسنُهُ

هَضيمَ كَشحٍ مولَعاً بِهَضمي

إِن يَرنُ أَو يَرمِ بِسَهمِ لَحظِهِ

لَم يُخطِ بِالسَهمِ فُؤادَ الشَهمِ

صَبري ضَعيفٌ كَفُتورِ طَرفِهِ

وَخَصرُهُ مُختَصَرٌ كَجِسمي

في ثَلمِ ثَغرِ سَلوَتي جَدَّ فَلَي

تَ ثَغرَهُ يَجودُ لي بِلَثمِ

فَالقَدُّ غُصنٌ وَالمُحَيّا قَمَرٌ

مِن هالَةِ العِذارِ وَسطَ تِمِّ

وَوَردُ خَدَّيهِ وَمِسكُ خَطِّهِ

يَنِمُّ هَذا بي وَذاكَ يُنمي

في الخَدِّ مِنهُ نُقطَةٌ مِن عَنبَرٍ

أَكادُ أَن أَشرَبَها بِوَهمي

لَو راقَبَ الخالِقُ في ظُلمي نَفى

حَرارَةَ القَلبِ بِبَردِ الظَلمِ

يا اِبنَ الكِرامِ الغُرِّ بَرِّد كَبِدي

مِن ريقِكَ العَذبِ بِبِنتِ الكَرمِ

قَد كُنتُ قِدماً بِالغَواني مُغرَماً

صَبّاً أَرى غَرمي بِهِنَّ غَنمي

فَمُذ رَأَيتُ البيضَ قَد أَعرَضنَ عَن

شَيبٍ بَدا بِرَأسِ شَيخٍ هِمِّ

هِمتُ بِذي خُلقٍ لِحَربي جامِحٍ

وَذي قَوامٍ جانِحٍ لِسَلمي

وَا ظَمَئي إِلى اِرتِشافِ ظَلمِهِ

فَذاكَ يَروي ظَمَئي وَيَضمي

وَلَو أَباحَني وِصالاً لَم أَفُز

مِنهُ بِغَيرِ ضَمِّهِ وَاللَثمِ

وَما أَظُنُّ ذاكَ عِندَ رَبِّنا

يا فُقَهاءُ مِن كَبيرِ الإِثمِ

ما الإِثمُ إِلّا تَركُنا الدُعاءَ لِل

صاحِبِ صاحِبِ العُلا وَالعِلمِ

الصاحِبُ الحَبرُ الَّذي مَخدومُهُ

سَمِيُّ صاحِبِ النَبِيِّ الأُمّي

أَجرى بِشاذَروانَ جَيرونَ عَلى ال

مَرمَرِ ماءً لا يَريمُ يَرمي

مُسَبِّحاً خَريرُهُ يَدعو لَهُ ال

لَهَ تَعالى بِالبَقاءِ الجَمِّ

صيغَ لَهُ بابُ البَريدِ عَسجَداً

مُصَعِّداً مِن كيمياء صَتمِ

أَحسَنُ ما تَلقى بِهِ ما كَتَبَ ال

صانِعُ مِن أَلقابِهِ وَالاسمِ

هُوَ الَّذي بِجودِهِ وَبَأسِهِ

فاضَ كَبَحرٍ مُزبِدٍ خِضَمِّ

ذو الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَهيِ عَنِ ال

مُنكَرِ عَدلاً وَالتُقى وَالحِلمِ

لا زالَتِ الدُنيا تُرى داراً لَهُ

وَعُمرُهُ الدَهرُ البَعيدُ الهَدمِ