قفا خبراني أيها الرجلان

قِفا خَبِّراني أَيُّها الرَّجُلانِ

عَنِ النَومِ إِنَّ الهَجرَ عَنهُ نَهاني

وَكَيفَ يَكونُ النَومُ أَم كَيفَ طَعمُهُ

صِفا النَومَ لي إِن كُنتُما تَصِفانِ

فَإِنّي لَمُشتاقٌ إِلى النَومِ فَاِعلَما

وَلا عَهدَ لي بِالنَومِ مُنذُ زَمانِ

وَإِنّي لَظَمآنٌ إِلى بَردِ أَعيُنٍ

جَرَت بِحَواشي بُقعَةِ الزَبَداني

عُيونٌ جَرَت بِالسَفحِ حَتّى تَدافَعَت

تَدافُعَ خَيلٍ أُرسِلَت لِرِهانِ

فَتِلكَ مِياهٌ لَو شَرِبتُ زُلالَها

وَبي كُلُّ داءٍ قاتِلٍ لَشَفاني

أَلا حَبَّذا عَيشٌ هَنيءٌ قَطَعتُهُ

بِظِلِّكُما يا أَيُّها الجَبَلانِ

تَناوَحتُما كَالفَرقَدَينِ فَأَشرَفَت

بِسَفحَيكُما لِلناسِ خَيرُ مَغانِ

عُيونُكُما قَرَّت وَعَيني سَخينَةٌ

وَهَل يَستَوي قاصي الدِيارِ وَداني

أَهَذا وَما كابَدتُما غُربَةَ النَوى

فَكَيفَ الغَريبُ الدارِ مُنذُ زَمانِ