قلت لما أزمع الحي الرحيلا

قُلتُ لَمّا أَزمَعَ الحَيُّ الرَحيلا

أَيُّها الحادي بِهِم رِفقاً قَليلا

قِف رُوَيداً بِالمَطايا ساعَةً

وَدَعِ الوَخدَ وَإِيّاكَ الذَميلا

وَتَأَنَّ الآنَ وَاِعدُد أَنَّها

مِنكَ نَيلٌ لَيسَ بِدعاً أَن تَنيلا

إِنَّ في الأَظعانِ أَقمارَ دُجىً

وَشُموساً أَلِفَت ظِلّاً ظَليلا

بِأَبي سوقٌ خِدالٌ ناعِماتٌ

وَخُصورٌ حَمَلَت عِبئاً ثَقيلا

في الخُصورِ الهيفِ جالَت وُشَّحٌ

لَطُفَت وَالسوقُ غَصَّصنَ الحُجولا

مُستَقِلاتٌ بِأَعجازٍ ضِخامٍ

كُلُّ رِدفٍ مُتعِبٌ خَصراً نَحيلا

فَلَئِن ميطَت لَنا السُجفُ عَنِ ال

غيدِ لِلتَوديعِ وَدَّعنا العُقولا

وَغَدَونا كُلُّنا نَحسَبُ مِن

سُكرِهِ عُوطِيَ إِسفِنطاً شَمولا

عِندَها لَسنا نَرى إِلا قَتولاً

صَرَعَت أَجفانُها المَرضى قَتيلا

رَبَّةَ البُرقُعِ عوجي عَوجَةً

وَأَميطيهِ لِكَي نَشفي غَليلا

وَعَسى طَرفُكِ إِذ أَضحى عَليلاً

أَن يُداوي سِحرُهُ الصَبَّ العَليلا

إِن في فيكِ لَهُ برءاً وَشيكاً

إِن غَدا يَرشِفُ مِنهُ السَلسَبيلا

قالَتِ اِعزُب وَيكَ لا تَطمَع فَكَم

طَمَع مِن عاشِقٍ أَردى قَتيلا

فَعَقيلاتُ بَني عُذرَةَ كَم

سَلَبَت بِالحُسنِ وَالدَلِّ عُقولا

كُلُّ هَيفاءَ رداحٍ طفلَةٍ

حُسنُها لِلحُسنِ في الخَلقِ هَيولا

وَلَعَمري إِنَّ قَلبي مِنك في

لَوعَةٍ أَلقَت بِهِ الداءَ الدَخيلا

غَيرَ أَنَّ الخَوفَ مِن غَيرِ بَني ال

عَمِّ قَد أَلزَمَني عَنك الذُهولا

ما تَرى السُمرَ العَوالي شُرَّعاً

وَعِتاقَ الخَيلِ يُعلِنَّ الصَهيلا

وَالمَواضي يَتَلَمَّظنَ سِماماً

وَالعَوالي يَتَأَطَّرنَ ذُبولا

وَالدُروعَ السابِرِياتِ أَفاضَت

غُدراً تَبغي عَلى الخَيلِ مَسيلا

وَبَني العَمِّ مُشيحينَ إِلى ال

حَربِ يَدعونَ رَعيلاً فَرَعيلا

وَمَتى ما يَدعُ باسِمي مُستَعيرٌ

أَغضَبَ الشُّمَّ العَرانينَ الفُحولا

وَاِشمَعَلَّت بِالقَنا أُسدُ وَغىً

تَملأُ الحَزنَ خُيولاً وَالسُهولا

في اِقتِحامٍ يَملأُ الأُفقَ قتاماً

وَمَقامٍ يَملأُ السَمعَ صَليلا

وَكُماةٍ لا تَرى إِلّا جَواداً

مِنهُمُ بِالمالِ بِالعِرضِ بَخيلا

فَهُمُ لَو صَدَموا يَوماً ثَبيراً

لأَعادوهُ كَثيباً ما مَهيلا

لَم يَزالوا شاهِري أَسيافِهِم

لِنِزالٍ أَو لأَن يَقروا نَزيلا