من منصفي من غزال الترك ذي الدعج

من مُنصِفي مِن غَزالِ التُركِ ذي الدَعَج

وَذي العُيونِ الَّتي لَم تَخلُ مِن غَنَجِ

خَدّاهُ من أَحمَرِ الياقوتِ لَونُهُما

لَكِن عَقارِبُ صُدغَيهِ مِنَ السَبَجِ

وَكَيفَ يَسلَمُ قَلبي مِن لَواحِظِهِ

يَوماً وَما سَفكُها إِلّا دَم المُهَجِ

يَفترُّ عَن لُؤلُؤٍ رَطبٍ وَعَن بَرَدٍ

وَعَن أَقاحٍ شَتَيتٍ طَيِّبِ الأَرَجِ

وَما تَبَسَّمَ في ظَلماءَ داجِيَةٍ

إِلّا وَأَغنَت ثَناياهُ عَنِ السُرُجِ

كَم لي إِذا غابَ عَن عَينَيَّ من حجَجِ

فَإِن بَدا اِنقَطَعَت مِن هَبَّةٍ حُجَجي

فَسُخطُهُ شِدَّةٌ لِلعاشِقينَ وَفي

رَوحِ الرِضى مِنهُ عَنهُم راحَةُ الفَرَجِ

مِن ضيقِ أَجفانِهِ سُبل الهَوى اِتَّسَعَت

فَما عَلى عاشِقيهِ فيهِ مِن حَرَجِ

ما حُسنُ صَبرِيَ عَنهُ ساعَةً حَسَنٌ

كَلّا وَلَيسَ اِنهِتاكي فيهِ بِالسَمِجِ

يا مُشهِرَ السَيفِ في الهَيجاءِ مُشتَهِراً

أغمده عَيناكَ قَد أَغنَتكَ في الرَهَجِ

هَواكَ بَحرٌ عَميقٌ لا قَرارَ لَهُ

وَها أَنا الآنَ مِنهُ غُصتُ في اللُجَجِ

يا شادِيَ الشربِ قَد رَنَّحتني طَرَباً

أَوّاهُ وا كَبِدي مِن صَوتِكِ الهَزِجِ

قُم فَاِذبَحِ الدنَّ يا ساقي عَلى عَجَلٍ

وَعاطِنيها سُلافاً مِن دَمِ المُهَجِ