نشر الربيع لنا مطاوي طيبه

نَشَرَ الرَبيعُ لَنا مَطاوِيَ طيبِهِ

فَاِخضَرَّ ذاوِيَ العَيشِ مِن تَرطيبِهِ

فَصلٌ تَبَسَّمَ مُسفِراً عن حُسنِهِ

في إِثرِ فَصلٍ لَجَّ في تَقطيبِهِ

هُوَ كَالإِمامِ فَكُلُّ شَحرورٍ عَلى

فَنَنٍ بِمنبَرِهِ أَتى وَخَطيبِهِ

هُوَ كيمياوِيُّ الرَبيعِ أَجادَ في

تَفضيضِهِ صُنعاً وفي تَذهيبِهِ

تِلكَ الدَراهِمُ وَالدَنانيرُ الَّتي

في رَوضِهِ وَالدَوحُ في مَضروبِهِ

وَأَنامِلُ المُنثورِ مِنهُ خَيَّمَت

فَحَثَت عَلى الكافورِ تُربَ عُيوبِهِ

بسَط الأَكُفَّ كَعاشِقٍ يَدعو إِلى

الرَحمَنِ أَن يَحظى بِوَصلِ حَبيبِهِ

وَالوَردُ كَالخَجلانِ وَالمَنثورِ مُس

تَحيٍكَصَبٍّ مُبتَلى بِرَقيبِهِ

هَبَّ النَسيمُ بِهِ فَنَبَّهَ نائِمُ ال

زَهرِ الأَنيقِ فَهَبَّ عِندَ هُبوبِهِ

إِنَّ النَسيمَ عَليلُهُ يُهدي إِلى

الصَبِّ العَليلِ شِفاءهُ بِطَبيبِهِ

يا حَبَّذا رَقصُ الغُصونِ عَلى غِنا

ءِ الطَيرِ حينَ أَجادَ في تَطريبِهِ

يا مَن يَلومُ عَلى المُدامَةِ شارِباً

يَجني ثِمارَ مُناهُ مِن مَشروبِهِ

دَع عَذلَهُ إِن كُنتَ ناصِحَهُ فَمِن

تَهذيبِهِ عِصيانُ ما تَهذي بِهِ

إِنَّ المَلامَةَ لِلمُحِبِّ عَلى الهَوى

تُغري بِهِ وَتَزيدُ في تَرغيبِهِ