هات اسقني الراح في الياقوت كالذهب

هاتِ اِسقِني الراحَ في الياقوتِ كَالذَهَبِ

صَفراءَ يَطفو عَلَيها لُؤلُؤُ الحَبَبِ

شَمسُ المُدامِ إِذا ما الماءُ خالَطَها

بِالمَزجِ زانَت سَماءَ الكَأسِ بِالشُهُبِ

وَخَيرُ ما رَوَّحَ الساقي بِراحَتِهِ

في كَأسِهِ اِبنُ سَحابٍ بِاِبنَةِ العِنَبِ

وَالعودُ يَخطُبُ إِذ نَحنُ الشُهودُ وَصَو

تُ النايِ مُصطَخِبٌ في زيِّ مُصطَحِبِ

حَتّى نَرى شارِبَ الصَّهباءِ مِن طَرَبٍ

كَأَنَّهُ صاحِبُ الشَّهباءِ في حَلَبِ

من كَفّ أَحوَرَ تُركِيّ لَواحِظُهُ

أَمضى مِنَ السُمرِ وَالمُبيَضَّةِ القُضُبِ

حُلوُ المَراشِفِ مُهتَزُّ الرَّوادِفِ مَع

شوقُ المَعاطِفِ في جِدٍّ وَفي لَعِبِ

إِذا أَدارَ كُمَيتَ الرَّاحِ مُبتَسِماً

أَصبى الكُماةَ رِجالَ الحَربِ وَهوَ صَبي

تَرمي لَواحِظُهُ عَن قَوسِ حاجِبِهِ

نَبلاً بِها الناسُ في حَربٍ وَفي حَرَبِ

وَالرَّاحُ ما وَلَجَت في في أَخي كَرَمٍ

إِلّا اِحتَبا بِاِبتِسامِ الفَضلِ وَالأَدَبِ

فَهوَ الجَوادُ بِما تَحوي أَنامِلُهُ

حَيُّ الرِضى في النَدامى مَيِّتُ الغَضَبِ