يا إخوتي شرح حالي بعدكم عجب

يا إِخوَتي شَرحُ حالي بَعدَكُم عَجَبُ

نَأَيتُمُ فَشُهوري كُلُّها رَجَبُ

أَظمَيتُمُ الصَبَّ فَاِستَسقى الجُفونَ دَماً

فَحَبَّةُ القَلب فيها أَنبَتَ اللَّهَبُ

عَينايَ عَينانِ إِنساناهُما غَرِقا

كِلاهُما هَل إِلى إِنقاذِهِ سَبَبُ

قَلبي بِجلّق حرّانٌ بِمصرَ أَسىً

وَصَحنُ خَدّي لِأَجفاني بِهِ حَلَبُ

لي بَعدَكُم زَفَراتٌ نارُها صعدٌ

تُشِبُّها عَبَراتٌ ماؤُها صَبَبُ

ما تَستَطيعُ الجِبالُ الشمُّ حَملَ صَبا

باتي فَماذا عَسى أَن تَحمِلَ الكُتُبُ

وَأَعظَمُ الوجدِ دَمع غَيرُ مُمتَنِعٍ

عَلى المُحِبِّ وَصَبرٌ قُفلُهُ أَشِبُ

أَيّامَ عُمرِيَ خَمسٌ كُلُّهُن فيا

رُوّادَ مَورِدِيَ النائي مَتى القَرَبُ

أَوقاتُ غَدرِ زَماني بي غَدَت عَجما

فهَل وَفاءٌ توافيني بِهِ العَرَبُ