يا صاح أيقظ راقد العود

يا صاحِ أَيقِظ راقِدَ العودِ

وَيا لُيَيلاتِ الحِمى عُودي

وَيا غُصونَ البانِ ميلي عَلى ال

أَغصانِ بِالأَقمارِ أَو مِيدي

وَيا عَذولي خَلِّ تَكرارَكَ ال

دُروسَ في لَومي وَتَفنيدي

إِنّي لَصَوّامٌ عَنِ العذلِ تَع

ييدِيَ في تَركِيَ تَعييدي

هَل حَدَق الغزلانِ غازَلنَنا

أَم لَحَظاتُ الخُرَّدِ الغيدِ

بيضٌ وَسُمرٌ حُمِيَت بِالحِمى

بِالبيضِ وَالسُمرِ الأَماليدِ

جُد بِأَياديكَ أَيا ديكُ فَاِن

سَخ آيَةَ النَّومِ بِتَسهيدِ

وَهُبَّ يا صاحِ فَقَد صاحَ وا

عِدٌ بِإِنجازِ المَواعيدِ

وَصِل صَبوحاً بِغَبوقٍ فَما

مَوجودُ عَيشٍ مِثلُ مَفقودِ

أرعِف خَياشيمَ أَباريقِنا

مِن دَمِ أَوداجِ العَناقيدِ

وَأَجرِ مِن خُرطومِ راووقِنا

تامورَهُ في بَحرِ ناجودِ

وَاعرُك بِراحِ الرَّاحِ في الصدر آ

ذانَ هُمومٍ ذات تَنكيدِ

وَاِركَب كُمَيتاً راضها أَشهَبٌ

فَاقَا عِتاقَ الضُمَّرِ القُودِ

فَالهَمُّ لَيلٌ وَهيَ صُبحٌ وَما

لَيلٌ بِلا صُبحٍ بِمَطرودِ

أَطافَ ساقينا عَلَينا بِقِن

ديلٍ مُضيءٍ أَم بِقِنديدِ

ما مَلأَ الكَأسَ بِتَفريغِهِ ال

كِيسَ سِوَى ذي الكَيسِ وَالجودِ

نَظَّمَ بِالتَبديدِ شَملَ العُلا

وَالمَجدُ مِن نَظمٍ وَتَبديدِ

وَأَنتَ يا مُطرِبُ غَرِّد فَما

تَرغيدُ عَيشي غَيرَ تَغريدِ

اجلُ العَجوز البِكرَ بَينَ الندا

مَى بِالمَزاميرِ وَداوودِ

مُشرِقَةً كَالشَمسِ مَودودَةً

كَخلقِ بَدرِ الدينِ مَودودِ

ساسَ أُمورَ الناسِ في الرَأيِ وَال

بَأسِ بِتَشديدٍ وَتَسديدِ

فَغيضَ سَيلُ الظُلمِ ثُمَّ اِستَوَت

سَفينَةُ الجُودِ عَلى الجودي

صَنيعُهُ الجَيِّدُ في دَهرِهِ

صيغَ لَهُ كَالعِقدِ في الجيدِ

فَالمَجدُ ذو قَلبٍ لِأَمراضِهِ

مُرتَمِضٍ بِالهَمِّ مَزؤودِ

فَعافِهِ اللَهُمَّ مِمّا بِهِ

فَبَرؤُهُ عافِيَةُ الجودِ

صُنِ اللَيالي البيضَ مِن نورِ بَد

رِ الدينِ عَن أَضدادِهِ السّودِ

لَو كانَ يُفدى من أَذىً أَو رَدى

بُشِّرَ في الدُنيا بِتَخليدِ

قامَت بَراهينُ عَلى فَضلِهِ

فَمَدحُهُ لَيسَ بِتَقليدِ

لا عَدِمَ المَجدُ عُلاهُ فَما

نَظيرُهُ يَوماً بِمَوجودِ

بَحرُ نَدىً سَيفُ رَدىً باتكٌ

نَحرَ عدىً نَصرَةُ مَنجودِ

بِفَتحِهِ ثَغرَ العِدا لَم يَدَع

لِلسِلمِ ثَغراً غَيرَ مَسدودِ

كَم فَكَّ من عانٍ وَكَم كَفَّ مِن

عاتٍ بِإِطلاقٍ وَتَقييدِ

وَكَم لَهُ مِن مَكرُماتٍ مَتى

عُدَّت تَعَدَّت كُلَّ مَعدودِ

إِلى نَداهُ وَإِلى مَدحِهِ

نَضرِبُ آباطَ المَقاحيدِ

تَعنو لَهُ الصيدُ الصَّناديدُ في ال

رَوعِ اِرتِياعاً كَالرَعاديدِ

إِبلالهُ وَالعيدُ جاءا مَعاً

فَليَهنِنا عيدانِ في عيدِ

لا زالَ في ظِلٍّ مِنَ السَّعدِ وا

رِفٍ مَدى الأَيّامِ مَمدودِ