يا من لصب نأى في الحب عن رشده

يا مَن لِصَبٍّ نَأى في الحُبِّ عَن رَشَدِه

فَلَيسَ بِالمُنتَهي بِاللَومِ عَن فَنَدِه

أَثارَ صَيداً فَصادَتهُ حَبائِلُهُ

يا وَيحَهُ باحِثاً عَن حَتفِهِ بِيَدِه

صَيداً أَعادَ الَّذي أَبداهُ قانِصُهُ

مِن خَتلِهِ يَومَ وافاهُ وَمِن طَرَدِه

هُوَ القَتيلُ الَّذي لَم تُخطِ مُقلَتُهُ

عَمداً وَقاتِلُهُ لَم يَخشَ مِن قَوَدِه

رَماهُ ريمٌ رَنا بِاللَحظِ مُختَلِساً

فَأَثبَتَ الريمُ سَهمَ اللَحظِ في كَبِدِه

يَلومُهُ فارِغٌ مِمّا أُصيبَ بِهِ

في الحُبِّ ما عِندَهُ ما فيهِ مِن جَلَدِه

يُدِلُّ بِالجيدِ مَن بِالجيدِ تَيَّمَني

كَأَنَّهُ ناحِلي بِالحُسنِ مِن جَيَدِه

يا واضِحَ الثَّغرِ كَم بِالثَّغرِ تَقتُلُ مَن

أَصماهُ حَرُّ الهَوى شَوقاً إِلى بَرَدِه

يا حَبَّذا فِعلُهُ إِن كانَ يَفعَلُ بي

في الحُبِّ فِعلَ الَّذي يُبديهِ مِن غَيَدِه

حُرِمتُ مِن لُؤلُؤَيهِ ما أَهيمُ بِهِ

مِن حُسنِ مَنظومِهِ الغالي وَمِن بَدَدِه

تَشي الوُشاةُ بِنا عِندَ الفِراقِ فَإِن

نَحنُ اِفتَرَقنا فَكُلُّ القَومِ مِن رَصَدِه

مازالَ في مَنعِ ما أَحبَبتُهُ مَعَهُم

وَلَم يَكُن راثِياً يَوماً لِمُضطَهِدِه

يا لَيتَ في الدَهرِ رُوحَينا قَدِ التَقَيا

بِالوُدِّ في جَسَدي أَو لا فَفي جَسَدِه