يا نجم كم أدنو إليك وتبعد

يا نَجمُ كَم أَدنو إِلَيكَ وَتُبعِدُ

حَتّى كَأَنَّكَ في السَماءِ الفَرقَدُ

تَكوي بِنارِ الهَجرِ قَلبِيَ عامِداً

فَإِلامَ قَلبي صابِرٌ يَتَجَلَّدُ

ما في الشَريعَةِ قَتلُ صَبٍّ مُغرَمٍ

تَاللَهِ ما يَرضى بِذاكَ مُحَمَّدُ

أَجفانُكَ المَرضى بِها أَمرَضتَني

عِدني وَعُدني مَلَّ مِنّي العُوَّدُ

في القَلبِ مِنكَ صَبابَةٌ وَكَآبَةٌ

كِلتاهُما النارُ الَّتي لا تَخمُدُ

فَالظَبيُ وَالغُصنُ المُرَنَّحُ في النَقا

وَالشَمسُ في رَأدِ الضُحى لَكَ حُسَّدُ

أَنتَ الَّذي بَهَرَ المِلاحَ بِحُسنِهِ

وَجَمالِهِ فَنَظيرُهُ لا يوجَدُ

يا ناعِسَ الطَرفِ الَّذي مِن هَجرِهِ

أَجفانُ عَينِ مُحِبِّهِ ما تَرقُدُ

بِالنَجمِ في ظُلَمِ الدَياجي تَهتَدي

وَضَلالَتي في الحُبِّ لَيسَت تُرشَدُ

ما لي إِذا ما كُنتَ عَنّي غائِباً

إِلّا الدُموعُ عَلى غَرامي مُسعِدُ

مَن لي بِوَصلِكَ وَالمُدامَةُ بَينَنا

في كَأَسِها مِنها الفَرائِضُ تُرعَدُ

وَاللَونُ مِنها في الكُؤوسِ مُوَرَّدٌ

وَكَذاكَ دَمعي في الجُفونِ مُوَرَّدُ

قَد قابَلَت في فيكَ نَظمَ حَبابِها

وَرَأَت رُضابَكَ وَهوَ مِنها أَجوَدُ

ما بالُ قَلبِكَ لا يَلينُ وَأَنتَ ذو

لينٍ تَكادُ بِهِ تُحَلُّ وَتُعقَدُ

كَيفَ الفِرارُ وَلَحظ طَرفِكَ أَسهُمٌ

وَالقَدُّ رَمحٌ وَالجُفونُ مُهَنَّدُ

وَالقَوسُ حاجِبكَ الَّذي مِن غَمزِهِ

عِندي وَحاشاكَ المُقيمُ المُقعِدُ

ذو العِشقِ يُعميهِ الهَوى وَيُصِمُّهُ

فَيَصيرُ فيهِ العَبدُ وَهوَ السَيِّدُ

وَمِنَ العَجائِبِ أَن يَكونَ اللَيثُ في

حُكمِ الهَوى يَسبيهِ ظَبيٌ أَغيَدُ