أثرها على ما بها من لغب

أَثِرها عَلى ما بِها مِن لَغَب

يُقَلقِلُ أَغراضَها وَالحَقَب

وَلا تَرقُبِ اليَومَ مَيطَ الأَذى

عَنِ اِخفافِها وَاِندِماءَ الجُلَب

إِلى أَن تُعَجعِجَها كَالحَنيِّ

تَجتَرُّ بِالدَمِ لا بِالعُشُب

عَلَيها أَخامِصُ مِثلُ الصُقورِ

طِوالُ الرَجاءِ جِسامُ الأَرَب

وَكُلُّ فَتىً حَظُّ أَجفانِهِ

مِنَ الضيمِ مَضمَضَةٌ تُستَلَب

فَبَينا يُقالُ كَرى جَفنُهُ

بِقِطعٍ مِنَ اللَيلِ إِذ قيلَ هَب

إِذا وَقَعوا بَعدَ طولِ الكَلالِ

لَم يَغمِزوا قَدَماً مِن تَعَب

وَلَمّا يَعافوا عَلى عِزِّهِم

تَوَسُّدَ أَعضادُها وَالرُكَب

وَعَرِّج عَلى الغُرِّ مِن هاشِمٍ

فَأَهدِ السَلامَ لَهُم مِن كَثَب

وَقُل لِبَني عَمِّنا الواجِدينَ

بَني عَمِّنا بَعضَ هَذا الغَضَب

أَما آنَ لِلراقِدِ المُستَمِرِّ

في ظُلَمِ الغَيِّ أَن يَستَهِب

سَرَحتُم سَفاهَتَكُم في العُقوقِ

وَلَم تَحفِلوا الحِلمَ لَمّا غَرَب

وَلَمّا أَرِنتُم إِرانَ الجَموحِ

وَماجَ بِكُم حَبلُكُم وَاِضطَرَب

أَقَمنا أَنابيبَكُم بِالثِقافِ

وَداوى الهِناءُ مِطالَ الجَرَب

وَيا رُبَّما عادَ سوءُ العِقابِ

عَلى المُذنِبينَ بِحُسنِ الأَدَب

وَلَيسَ يُلامُ اِمرُؤٌ شَفَّهُ

مَضيضٌ مِنَ الداءِ أَن يَستَطِب

أَطالَ وَأَعرَضَ ما بَينَنا

مُبيرَ الحَياءِ مُثيرَ الرِيَب

أَفي كُلِّ يَومٍ لِرِقِّ الهَوانِ

صَبيبَةُ أَنفُسِكُم تَنسَكِب

إِذا قادَكُم مِثلَ قَودِ الذَلولِ

نَفَرنا نُفورَ البَعيرِ الأَزَب

وَفي كُلِّ يَومٍ إِلى دارِكُم

مَزاحِفُ مِن فَيلَقٍ ذي لَجَب

بِوَهوَهَةِ الخَيلِ تَحتَ الرِماحِ

مُكرَهَةً وَرُغاءِ النُجُب

سِياطُ الجِيادِ بِهِ إِن وَنَينَ

وَزَجرُ الرِحالِ بِهالٍ وَهَب

وَتَلقَونَها كَقِداحِ السَر

راءِ قوداً تَجُرُّ العَوالي وَقَب

كَأَنَّ حَوافِرَها وَالصُخورَ

إِذا ما ذَرَعنَ الدُجى في صَخَب

تَسُدُّ عَلى البيدِ خَرقَ الشَمالِ

بِما نَسَجَت مِن سَحيلِ التُرَب

وَطِئنَ النَجيعَ بِأَرساغِهِنَّ

مِمّا اِنتَعَلنَ الرُبى وَالذَأَب

وَكَم قَرَعَ الدوَّ مِن حافِرٍ

يُخالُ عَلى الأَرضِ قَعباً يُكَب

تُهَزُّ السُيوفُ لِأَعناقِكُم

فَتَأبى مَضارِبَ تِلكَ القُضُب

وَتُسفِرُ أَحسابُنا بَينَنا

فَنُلقي طَوائِلَنا أَو نَهَب

يُناشِدُنا اللَهَ في حَربِكُم

عُرَيقٌ لَكُم في أَبينا ضَرَب

وَما أَحدَثَ الدَهرُ مِن نَبوَةٍ

وَقَطَّعَ ما بَينَنا مِن سَبَب

فَإِنَّ النُفوسَ إِلَيكُم تُشاقُ

وَإِنَّ القُلوبَ عَلَيكُم تَجِب

وَإِنّا نَرى لِجِوارِ الدِيارِ

حُقوقاً فَكَيفَ جِوارُ النَسَب

تَماسُسُ أَرحامِنا وَالذِما

مُ مِن دونِ ذاكَ عَلَينا يَجِب

فَإِن نَرعَ شِركَةَ أَحسابِنا

جَميعاً فَذَلِكَ دينُ العَرَب

إِذا لَبِسَت بِقُواها قُوىً

وَإِن طُنُبٌ مَسَّ مِنها طُنُب

أَراحَ بَني عامِرٍ ذُلُّهُم

وَعَرَّضَنا عِزُّنا لِلتَعَب

وَفَرنا عَلَيهِم طَريقَ البَقاءِ

وَخَلّوا لَنا عَن طَريقِ العَطَب

فَقَد أَصبَحوا في ذِمامِ الخُمو

لِ لا تَدَّريهِم مَرامي النُوَب

أَبى الناسُ إِلّا ذَميمَ النِفاقِ

إِذا جَرَّبوا أَو قَبيحَ الكَذِب

كِلابٌ تُبَصبِصُ خَوفَ الهَوانِ

وَتَنبَحُ بَينَ يَدَي مَن غَلَب

أَذُمُّ لِوَجهي عَلى ما بِهِ

وَلا يَعدِلُ الذُلُّ عِندي النَشَب

وَمَن وَجَدَ الرِزقَ عِندَ السُيوفِ

فَلَم يَتَحَمَّل لِذُلِّ الطَلَب

وَإِنَّ مَنازِلَ هَذا الزَمانِ

لِأَبنائِهِ نُوَبٌ أَو عُقَب

لِذَلِكَ يَركَبُ مَن قَد سَعى

طَويلاً وَيَرحَلُ مَن قَد رَكِب

أَنا اِبنُ الأَناجِبِ مِن هاشِمٍ

إِذا لَم يَكُن نُجُبٌ مِن نُجُب

تُلاثُ بُرودُهُمُ بِالرِماحِ

وَتُلوى عَمائِمُهُم بِالشُهُب

عِتاقُ الوُجوهِ وَعُتقُ الجِيا

دِ في الضُمرِ تَعرِفُهُ وَالقَبَب

يَخِفُّ الوَضاءُ خِلالَ الشُحو

بِ مِنها وَخَلفَ الدُخانِ اللَهَب

وَقارٌ يُهابُ وَنادٍ يُنابُ

وَحِلمٌ يُراحُ وَرَأيٌ يُغَبّ

إِذا اِستَبَقَ القَومُ طُرقَ النَجاءِ

وَذَمَّ الجَبانُ قُعودَ الهَرَب

رَأَيتَهُمُ في ظِلالِ القَنا

وَقَد ضاقَ لِلكَربِ عِقدُ اللَبَب

قَدِ اِمتَنَعوا بِحُصونِ الدُرو

عِ وَاِستَعصَموا بِقِبابِ اليَلَب

أولَئِكَ قَومِيَ لَم يُغمَزوا

بِهُجنَةِ أُمٍّ وَلا لُؤمِ أَب

وَمَن قالَ إِنَّ جَميعَ الفَخارِ

لِغَيرِ ذَوائِبِ قَومي كَذَب