أسائل سيفي أي بارقة تجدي

أُسائِلُ سَيفي أَيُّ بارِقَةٍ تُجدي

وَلي رَغبَةٌ عَمَّن يُعَلِّلُ بِالوَعدِ

وَأَطلُبُ في الدُنيا العُلى وَرَكائِبي

مُقَلقَلَةٌ ما بَينَ غَورٍ إِلى نَجدِ

يُشَتِّتُ تُربُ القاعِ وَسمَ أَكُفِّها

وَأَخفافُها في حَيِّزِ النَصِّ وَالوَخدِ

وَخِطَّةِ ضَيمٍ خادَعَتني فَفِتُّها

إِلى مَطلَعٍ بَينَ المَذَمَّةِ وَالحَمدِ

وَيَومٍ مِنَ الشِعرى خَرَقتُ وَشَمسُهُ

تَساقَطُ مِن هامِ الإِكامِ إِلى الوَهدِ

وَليلٍ دَجوجيٍّ كَأَنَّ ظَلامَهُ

سَماوَةُ مَلويِّ الذِراعَينِ بِالقِدِّ

خَطَوتُ وَفي كَفّي خِطامُ نَجيبَةٍ

مُدَفَّعَةٍ مِن كُلِّ قُربٍ إِلى بُعدِ

إِذا لَحظَتُ ماءً جَذَبتُ زِمامَها

وَقُلتُ اِرغَبي بِالعِزِّ عَن مَورِدٍ ثَمدِ

تَؤُمّينَ خَيرَ الأَرضِ أَهلاً وَتُربَةً

يُحَطُّ بِها رَحلُ المَكارِمِ وَالمَجدِ

وَفي الأَرضِ قَومٌ يَلطِمونَ جِباهَها

إِذا هَجَمَت أَعلى المَنازِلِ بِالوَفدِ

وَتَنبو أَكُفُّ العيسِ عَن عَرَصاتِهِم

مِنَ البُخلِ حَتّى تَستَغيثَ إِلى الطَردِ

فَما خَدَعَتها رَوضَةٌ عَن مَسيرِها

وَلا لَمعُ مَعسولٍ تَطَلَّعَ مِن وِردِ

أَكُفُّ بَني عَدنانَ تَستَمطِرُ الظُبى

وَتَأنَفُ مِن جودِ الغَمائِمِ بِالعَهدِ

وَتَلقى الوَغى وَاليَومُ يَنضُرُ بيضَهُ

عَلى البيضِ في مَجرىً مِنَ الجَدِّ وَالجِدِّ

مَنازِلُهُم عَقرُ المَطايا وَإِنَّما

تُعَقِّلُها بِالبِشرِ وَالنائِلِ الجَعدِ

جَذَبتُم بَضَبعِ المَجدِ يا آلَ غالِبٍ

وَغادَرتُمُ الإِعدامَ مُنعَفِرَ الخَدِّ

عَلى حينَ سَدَّت ثُلمَةَ العارِ عَنكُمُ

صُدورُ العَوالي وَالمُطَهَّمَةِ الجُردِ

وَكَم غارَةٍ أَقبَلتُموها مَواقِراً

مِنَ الأَسَلِ الذيّالِ وَالبيضِ وَالسَردِ

كَما قادَ عُلوِيُّ السَحابِ غَمامَةً

وَجَلجَلَها مِلءٌ مِنَ البَرقِ وَالرَعدِ

كَفى أَمَلي في ذا الزَمانِ وَأَهلِهِ

عَلَيَّ مُجيراً مِن يَدِ الدَهرِ أَو مُعدي

فَتىً ما مَشى في سَمعِهِ شَدوُ قَينَةٍ

وَلا جَذَبَت أَحشاءَهُ سَورَةُ الوَجدِ

وَلا هَجَرَ السُمرَ العَوالي لِلَذَّةٍ

وَلا عاتَبَ البيضَ الغَواني عَلى الصَدِّ

إِذا أَظلَمَت آمالُ قَومٍ بِرَدِّها

أَضاءَ سَنا مَعروفِهِ ظُلمَةَ الرَدِّ

وَإِن شامَ يَوماً نارَهُ خِلتَ أَنَّها

تَطَلَّعُ نَحوَ الوارِدينَ مِنَ الزِندِ

وَكَم بَينَ كَفَّيهِ إِذا اِحتَدَمَ الرَدى

وَبَينَ العَوالي مِن زِمامٍ وَمَن عَقدِ

لِيَهنِكَ يا اِبنَ الأَكرَمينَ اِبنُ حُرَّةٍ

تَمَزَّقَ عَنهُ النَحسُ عَن غُرَّةِ السَعدِ

فَرَبِّ لَهُ خَيلَ الوَغى فَلِمِثلِهِ

تُرَبّي اللَيالي كَأَهلِ الفَرَسِ النَهدِ

وَبَشَّرَ بِهِ البَيضَ الصَوارِمَ وَالقَنا

وَبَشَّرَهُ عَن قَولِ النَوائِبِ بِالجَلدِ

سَتَذكُرُهُ وَالحَربُ يَنكِحُها الرَدى

وَقَد طَلَّقَت أَغمادَها قُضُبُ الهِندِ

كَأَنّي بِهِ جارٍ عَلى حُكمِ سَيفِهِ

يُعاهِدُهُ أَن لا يَبيتَ عَلى حِقدِ

إِذا أَنهَضَتهُ لِلنَزالِ حَفيظَةٌ

وَأَنهَضَ مُستَنَّ الحُسامِ مِنَ الغِمدِ

وَأَرخى بِعِطفَيهِ حَواشي نِجادِهِ

وَجَرَّ عَلى أَعقابِهِ فاضِلَ البُردِ

وَعَطَّفَ خِرصانَ الرِماحِ كَأَنَّها

مِنَ الدَمِ في أَطرافِها شَجَرُ الوَردِ

وَزَعزَعَ نَظمَ الرَمحِ حَتّى يَرُدُّهُ

نِثاراً عَلى الأَعداءِ بِالحَطمِ وَالقَصدِ

وَشايحَ عَن أَحسابِهِ بِحُسامِهِ

وَذَبَّ عَنِ العِرضِ المُمَنَّعِ بِالرِفدِ

رَأَيتَ فَتىً في كَفِّهِ سِمَةُ النَدى

وَفي وَجهِهِ شِبهٌ مِنَ الأَبِ وَالجَدِّ

إِذا ما اِحتَبى في الحَيِّ وَاِمتَدَّ باعُهُ

رَأَيتَ أَباهُ حينَ يَحكُمُ أَو يُجدي

إِلى جَدِّهِ تُنمى شَمائِلُ مَجدِهِ

وَهَل تَرجِعُ الأَشبالُ إِلّا إِلى الأُسدِ

وَليدٌ هَمى ماءُ العُلى في جَبينِهِ

وَقَد شِمتُ مِنهُ بارِقَ الحَسَبِ العِدِ

فَلَو قَيلَ يَوماً أَينَ صَفوَةُ يَعرُبٍ

رَأَيتَ العُلى تومي إِلى ذَلِكَ المَهدِ

إِلى رَبعِكَ المَألوفِ مِنّي تَطَلَّعَت

رِقابُ القَوافي تَحتَ أَدعَجَ مُزبَدِّ

وَلَمّا بَعَثتُ الشِعرَ نَحوَكَ قالَ لي

الآنَ فَعُق إِلّا إِلى بابِهِ قَصدي

سَقَيتَ النَدى شِعري فَأَنبَتَ حَمدَهُ

وَلَو صابَ في جِسمي لأَنبَتَهُ جِلدي

وَإِنّي لَأَستَحيي العُلى فيكَ أَن أُرى

ضَنيناً مِنَ الشِعرِ المَصونِ بِما عِندي

كَبَتُّ الحَسودَ النَدبَ حَتّى كَبَبتُهُ

فَمَن عاذِري يَوماً مِنَ الحاسِدِ الوَغدِ

إِذا الشَمسُ غاضَت كُلَّ عَينٍ صَحيحَةٍ

فَكَيفَ بِها في هَذِهِ المُقَلِ الرُمدِ