أشم ببابل بو الصغار

أَشُمُّ بِبابِلَ بَوَّ الصَغارِ

وَلَو أَنا بِالرَملِ لَم أَفعَلِ

وَأَلقى التَحِيّاتِ مِن مَعشَرٍ

كَما اِرتَجَمَ الحَيُّ بِالجَندَلِ

وَأَنزِلُ في القَومِ أَقلالَهُم

وَلَولا الحَضارَةُ لَم أَنزِلِ

وَلَو كُنتُ راكِبَ هَذا الجَوادِ

بِوادي القَرينَةِ لَم أَرحَلِ

وَلَو مُدَّ لي طُنُبٌ بِالفَلا

حَماني لِداغَ القَنا الذُبَّلِ

وَأُسرَةِ عِزٍّ طِوالِ القَنا

إِذا نَزَلَ الذُلُّ قالوا اِرحَلِ

مُهَجَّنَةٍ أَصطَلي نارَها

وَعَزَّ عَلى الرَجُلِ المُصطَلي

وَلَو شُوِّرَ السَيفُ في مِثلِها

لَقالَ أَطِعني وَلا تَقبَلِ

فَلَو كُنتُ مِن شاهِديها رَأَي

تُ هُوِيَّ الرُؤوسِ عَلى الأَرجُلِ

مَقامٌ يُدَنِّسُ عِرضَ الأَبِيِّ

وَيَلعَبُ بِالقُلَّبِ الحُوَّلِ

وَلَو كُنتُ ذا هِمَّةٍ حُرَّةٍ

لَرَحَّلَني الضَيمُ عَن مَنزِلي

وَكَيفَ تَقَلُّبُ ذي هِمَّةٍ

وَقَد لُزَّ بِالقَرَنِ الأَطوَلِ

أَآبى وَلا حَدُّ أَسطو بِهِ

وَأَينَ الإِباءُ مِنَ الأَعزَلِ

تُرى الجاهِلِيَّةُ أَحمى لَنا

وَأَنأى عَنِ المَوقِفِ الأَرذَلِ

فَلَولا الإِلَهُ وَتَخوافُهُ

رَجَعنا إِلى الطابَعِ الأَوَّلِ