أعيذك من هجاء بعد مدح

أُعيذُكَ مِن هِجاءٍ بَعدَ مَدحِ

فَعُذني مِن قِتالٍ بَعدَ صُلحِ

مَنَحتُكَ جُلَّ أَشعاري فَلَمّا

ظَفِرتَ بِهِنَّ لَم أَظفَر بِمَنحِ

كَبا زَنَدي بِحَيثُ رَجَوتُ مِنهُ

مُساعَدَةَ الضِياءِ فَخابَ قِدحي

وَكُنتَ مُضافِري فَثَلَمتَ سَيفي

وَكُنتَ مُعاضِدي فَقَصَفتَ رُمحي

وَكُنتُ مُمَنَّعاً فَأَذَلَّ داري

دُخولُكَ ذُلَّ ثَغرٍ بَعدَ فَتحِ

فَيا لَيثاً دَعَوتُ بِهِ لِيَحمي

حِمايَ مِنَ العِدى فَاِجتاحَ سَرحي

وَيا طِبّاً رَجَوتُ صَلاحَ جِسمي

بِكَفَّيهِ فَزادَ بَلاءَ جُرحي

وَيا قَمَراً رَجَوتُ السَيرَ فيهِ

فَلَثَّمَهُ الدُجى عَني بِجِنحِ

سَأَرمي العَزمَ في ثَغرِ الدَياجي

وَأَحدو العيسَ في سَلَمٍ وَطَلحِ

لِبَشَرٍ مُصَفَّقِ الأَخلاقِ عَذبٍ

وَجودٍ مُهَذَّبِ النَشَواتِ سَمحِ

وَقورٍ ما اِستَخَفَّتهُ اللَيالي

وَلا خَدَعَتهُ عَن جِدٍ بِمَزحِ

إِذا لَيلُ النَوائِبِ مَدَّ باعاً

ثَناهُ عَن عَزيمَتِهِ بِصُبحِ

وَإِن رَكَضَ السُؤالُ إِلى نَداهُ

تَتَبَّعَ إِثرَ وَطأَتِهِ بِنُجحِ

وَأَصرِفُ هِمَّتي عَن كُلِّ نِكسٍ

أَمَلَّ عَلى الضَمائِرِ كُلَّ بَرحِ

يُهَدِّدُني بِقُبحٍ بَعدَ حُسنٍ

وَلَم أَرَ غَيرَ قُبحٍ بَعدَ قُبحِ