أقول وقد جاز الرفاق بذي النقا

أَقولُ وَقَد جازَ الرِفاقُ بِذي النَقا

وَدونَ المَطايا مُربَخٌ وَزَرودُ

أَتَطلُبُ في قَلبي العِراقَ مِنَ الحِمى

لِيَهنَكَ مِن مَرمىً عَلَيكَ بَعيدُ

وَإِنَّ حَديثَ النَفسِ بِالشَيءِ دونَهُ

رِمالُ النَقا مِن عالِجٍ لَشَديدُ

تَرى اليَومَ في بَغدادَ أَنِديَةَ الهَوى

لَها مُبدِىءٌ مِن بَعدِنا وَمُعيدُ

فَمِن واصِفٍ شَوقاً وَمَن مُشتَكٍ حَشاً

رَمَتهُ المَرامي أَعيُنٌ وَخُدودُ

تَلَفَّتَ حَتّى لَم يَبِن مِن بِلادِكُم

دُخانٌ وَلا مِن نارِهِنَّ وُقودُ

وَرِنَّ التِفاتَ القَلبِ مِن بَعدِ طَرفِهِ

طَولَ اللَيالي نَحوَكُم لَيَزيدُ

وَلَمّا تَدانى البَينُ قالَ لِيَ الهَوى

رُوَيداً وَقالَ القَلبُ أَينَ تُريدُ

أَتَطمَعُ أَن تَسلو عَلى البُعدِ وَالنَوى

وَأَنتَ عَلى قُربِ المَزارِ عَميدُ

وَلَو قالَ لي الغادونَ ما أَنتَ مُشتَهٍ

غَداةَ جَزَعنا الرَملَ قُلتُ أَعودُ

أَأَصبِرُ وَالوَعساءُ بَيني وَبَينَكُم

وَأَعلامُ خَبتٍ إِنَّني لَجَليدُ