ألان جوانبي غمز الخطوب

أَلانَ جَوانِبي غَمزُ الخُطوبِ

وَأَعجَلَني الزَمانُ إِلى المَشيبِ

وَكَم يَبقى عَلى عَجمِ اللَيالي

وَقَرعِ الدَهرِ جائِرَةُ الكُعوبِ

نَبا ظَهرُ الزَمانِ وَكُنتُ مِنهُ

عَلى جَنبَي مُوَقِّعَةٍ رَكوبِ

وَقالوا الشَيبُ زارَ فَقُلتُ أَهلاً

بِنَورِ ذَوائِبِ الغُصنِ الرَطيبِ

وَلَم أكُ قَبلَ وَسمِكَ لي مُحِبّاً

فَيَبعُدَ بي بَياضُكَ مِن حَبيبِ

وَلا سَترُ الشَبابِ عَلَيَّ عَيباً

فَأَجزَعَ أَن يَنِمَّ عَلى عُيوبي

وَلَم أَذمُم طُلوعَكَ بي لِشَيءٍ

سِوى قُربِ الطُلوعِ إِلى شَعوبِ

وَأَعظَمُ ما أُلاقي أَنَّ دَهري

يَعُدُّ مَحاسِني لي مِن ذُنوبِ

أَقولُ إِذا اِمتَلَأتُ أَسىً لِنَفسي

أَيا نَفسي اِصبِري أَبَداً وَطيبي

دَعي خَوضَ الظَلامِ بِكُلِّ أَرضٍ

وَإِعمالَ النَجيبَةِ وَالنَجيبِ

وَجَرَّ ضَوامِرِ الأَحشاءِ تَجري

كَما تَهوى الدُلاءُ إِلى القَليبِ

مُتَرَّفَةٌ إِلى الغاياتِ حَتّى

تَرَنَّحُ في الشَكيمِ مِنَ اللُغوبِ

فَلَيسَ الحَظُّ لِلبَطَلِ المُحامي

وَلا الإِقبالُ لِلرَجُلِ المَهيبِ

وَنَيلُ الرِزقِ يُؤخَذُ مِن بَعيدٍ

كَنَيلِ الرِزقِ يُؤخَذُ مِن قَريبِ

وَغايَةُ راكِبي خُطَطِ المَعالي

كَغايَةِ مَن أَقامَ عَنِ الرُكوبِ

أَلَيسَ الدَهرُ يَجمَعُنا جَميعاً

عَلى مَرعىً مِنَ الحَدَثانِ موبي

كِلانا تَضرِبُ الأَيّامُ فيهِ

بِجُرحٍ مِن نَوائِبِها رَغيبِ

أَرى بُردَ العَفافِ أَغَضَّ حُسناً

عَلى رَجُلٍ مِنَ البُردِ القَشيبِ

عَلَيَّ سَدادُ نَبلي يَومَ أَرمي

وَرَبُّ النَبلِ أَعلَمُ بِالمُصيبِ

وَلي حَثُّ الرُكابِ وَشَدُّ رَحلي

وَما لي عِلمُ غامِضَةِ الغُيوبِ

وَما يُغني مُضِيُّكَ في صُعودٍ

إِذا ما كانَ جَدُّكَ في صُبوبِ

تَطَأطَأَتِ الذَوائِبُ لِلذُنابى

وَأُسجِدَتِ المَوارِنُ لِلعُجوبِ

وَخَرقٍ كَالسَماءِ خَرَجتُ مِنهُ

بِجَريِ أَقَبَّ يَركَعُ في السُهوبِ

يَجُرُّ عِنانَهُ في كُلِّ يَومٍ

إِلى الأَعداءِ مَعقودَ السَبيبِ

وَخوصٍ قَد سَرَيتُ بِهِنَّ حَتّى

تَقَوَّضَتِ النُجومُ إِلى الغُيوبِ

وَجُردٍ قَد دَفَعتُ بِهِنَّ حَتّى

وَطِئنَ عَلى الجَماجِمِ وَالتَريبِ

وَيَومٍ تُرعَدُ الرَبَلاتُ مِنهُ

كَما قَطَعَ الرُبى عَسَلانُ ذيبِ

هَتَكتُ فُروجَهُ بِالرُمحِ لَمّا

دَعَوا بِاِسمي وَيا لَكَ مِن مُجيبُ

وَعِندَ تَعانُقِ الأَقرانِ يَبلى

قِراعُ النَبعِ بِالنَبعِ الصَليبِ

إِخاؤُكَ يا عَليُّ أَساغَ ريقي

وَوُدُّكَ يا عَليُّ جَلا كُروبي

فَيا عَوني إِذا عَدَّتِ اللَيالي

عَلَيَّ وَيا مِجَني في الحُروبِ

عَجِبتُ مِنَ الأَنامِ وَأَنتَ مِنهُم

وَمِثلُكَ في الأَنامِ مِنَ العَجيبِ

عَلَوتَ عَلَيهِمُ في كُلِّ أَمرٍ

بِطولِ الباعِ وَالصَدرِ الرَحيبِ

وَفُتَّهُمُ مِراحاً في سُفورٍ

بِلا نَزَقٍ وَجَدّاً في قُطوبِ

خِطابٌ مِثلُ ماءِ المُزنِ تَبري

مَواقِعُهُ العَليلَ مِنَ القُلوبِ

وَعَزمٌ إِن مَضَيتَ بِهِ جَريّاً

هَوى مَطَرُ القَنا بِدَمٍ صَبيبِ

وَحِلمٌ إِن عَطَفتَ بِهِ مُعيداً

أَطارَ قَوادِمَ اليَومِ العَصيبِ

وَأَلفاظٌ كَما لَعِبَت شَمالٌ

مَلاعِبَها عَلى الرَوضِ الخَصيبِ

بِطَرفٍ لا يُخَفَّضُ مِن خُضوعٍ

وَقَلبٍ لا يُتَعتَعُ مِن وَجيبِ

تَهَنَّ بِمِهرَجانِكَ وَاِعلُ فيهِ

إِلى العَلياءِ أَعناقَ الخُطوبِ

وَعِش صافي الغَديرِ مِنَ الرَزايا

بِهِ خالي الأَديمِ مِنَ النُدوبِ

لَعَلّي أَن أَهُزُّكَ في مَرامٍ

فَأَبلُوَ مِنكَ مُندَلِقَ الغُروبِ

وَحاجٍ في الضَميرِ مُعَضَّلاتٍ

سَأُسلِمُها إِلى عَزمٍ طَلوبِ

لَأَقضِيَهُنَّ أَو أَقضي بِهَمّي

غَريبَ الوَجهِ في البَلَدِ الغَريبِ

مُنازَعَةً إِلى العَلياءِ حَتّى

أَزُرَّ عَلى ذَوائِبِها جُيوبي

فَإِمّا نَيلُ جانِبِها وَإِمّا

لِقاءُ مُسَنَّدينَ عَلى الجُنوبِ