ألا يا ليالي الخيف هل يرجع الهوى

أَلا يا لَيالي الخَيفِ هَل يَرجِعُ الهَوى

إِلَيكُنَّ لي لا جازَكُنَّ نَدى القَطرِ

فَيا دينَ قَلبي مِن ثَلاثٍ عَلى مِنىً

مَضَينَ وَلَم يُبقينَ غَبرَ جَوى الذِكرِ

وَرامينَ وَهناً بِالجِمارِ وَإِنَّما

رَموا بَينَ أَحشاءِ المُحِبّينَ بِالجَمرِ

رَموا لا يُبالونَ الحَشى وَتَرَوَّحوا

خَليينَ وَالرامي يُصيبُ وَلا يَدري

وَقالو غَداً ميعادُنا النَفرُ عَن مِنىً

وَما سَرَّني أَنَّ اللِقاءَ مَعَ النَفرِ

وَيا بُؤسَ لِلقُربِ الَّذي لا نَذوقُهُ

سِوى ساعَةٍ ثُمَّ البِعادُ مَدى الدَهرِ

فَيا صاحِبي إِن تُعطِ صَبراً فَإِنَّني

نَزَعتُ يَديَّ اليَومَ مِن طاعَةِ الصَبرِ

وَإِن كُنتَ لَم تَدرِ البُكا قَبلَ هَذِهِ

فَميعادُ دَمعِ العَينِ مُنقَلَبُ السَفرِ