أيا راكبا ترمي به الليل جسرة

أَيا راكِباً تَرمي بِهِ اللَيلَ جَسرَةٌ

لَها نِمرِقٌ مِن نَيِّها وَوِراكُ

قَراها رَبيعَ الوادِيَينِ وَأَتمَكَت

قَراها عِهادٌ بِاللِوى وَرِكاكُ

لَها هادِيا عَينٍ وَأُذنٍ سَميعَةٍ

إِذا غارَ أَو غَرَّ العُيونَ سِماكُ

تَحَمَّل أَلوكاً رُبَّما حُمِّلَت بِهِ

رَذايا المَطايا مَشيُهُنَّ سِواكُ

وَأَبلِغ عِمادَ الدينِ إِمّا بَلَغتَهُ

بِأَنَّ سِلاحَ اللَومِ عِندِيَ شاكُ

أَفي الرَأيِ أَن تَستَرعِيَ الذِئبَ ثَلَّةً

وَغَوثُكَ بِطءٌ وَالخُطوبُ وِشاكُ

أَرَدتَ وِقاءَ الرِجلِ وَالنَعلُ عَقرَبٌ

مُراصِدَةٌ وَالأَفعُوانُ شِراكُ

وَكانَ أَبوكَ القَرمُ هادِمَ عَرشِهِ

فَلِم أَنتَ أَعمادٌ لَهُ وَسِماكُ

يَكونُ سِماماً لِلمُعادينَ ناقِعاً

وَأَنتَ لِأَرماقِ العُداةِ مِساكُ

أَلا فَاِحذَروها أَوَّلُ السَيلِ دَفعَةٌ

وَرُبَّ ضَئيلٍ عادَ وَهوَ ضِناكُ

نَذارِ لَكُم مِن وَثبَةٍ ضَيغَميَّةٍ

لَها بَعدَ غَرّارِ السُكونِ حَراكُ

وَلا تَزرَعوا شَوكَ القَتادِ فَإِنَّكُم

جَديرونَ أَن تُدمَوا بِهِ وَتُشاكوا

طُبِعتُم نُصولاً لِلعَدوِّ قَواطِعاً

وَلَيسَ عَلَيكُم لِلضِرابِ شِكاكُ

وَكانَ قَنيصاً أَفلَتَتهُ حِبالَةٌ

وَأَينَ حِبالٌ بَعدَها وَشِراكُ

يَكادُ مِنَ الأَضغانِ يُعدِمُ بَعضَكُم

عَلى أَنَّ في فيهِ الشَكيمُ يُلاكُ

فَكَيفَ إِذا أَلقى العِذارَينِ خالِعاً

وَزالَ لِجامٌ قادِعٌ وَحِناكُ

هُناكَ تَرَونَ الرَأيَ قَد فالَ وَاِلتَوَت

حِبالٌ بِأَيدي الجاذِبينَ رِكاكُ

دِماءٌ نِيامٌ في الأَباجِلِ أوقِظَت

وَظَنِّيَ يَوماً أَن يَطولَ سِفاكُ

أَلَيسَ أَبوهُ مَن لَهُ في مِجَنَّكُم

ضِرابٌ عَلى مَرِّ الزَمانِ دِراكُ

وَكانَ سِناناً في قَناةِ اِبنِ واصِلٍ

إِلَيكُم وَلِلأَجدادِ ثَمَّ عِراكُ

فَأَمسَت لَهُ بَينَ الغِمادِ وَأَربَقٍ

رُهونُ مَنايا ما لَهُنَّ فِكاكُ

تَلاقَت عَلَيهِ العاسِلاتُ كَأَنَّها

أَنامِلُ أَيدٍ بَينَهُنَّ شِباكُ

وَأَمَّلَ أَن يَرعى حِمى المَلكِ سِربُهُ

وَبِالجِزعِ حَمضٌ عازِبٌ وَأَراكُ

فَما أَتبَعَتهُ نَشطَةٌ مِن حَميمِهِ

وَلا مِن أَراكِ الجَلهَتَينِ سِواكُ

يُطاوِلُكُم وَهوَ الحَضيضُ إِلى العُلى

فَكَيفَ إِذا ما عادَ وَهوَ سِكاكُ

أَحيلوا عَلَيها بِالمَحافِرِ إِنَّها

مَعاثِرُ في طُرُقِ العُلا وَنِباكُ

وَما الحَزمُ لِلأَقوامِ أَن يَطَأوا الرُبى

وَبَينَ نِعالِ الواطِئينَ شِياكُ

وَلَو عَضُدُ المُلكِ اِجتَلاها مَخيلَةً

لَقَطَّعَها بِالعَضبِ وَهيَ تُحاكُ

فَلَيتَ لَنا ذاكَ الجُذَيلَ يَطُبُّنا

إِذا لَجَّ بِالداءِ العُضالِ حِكاكُ

وَإِنَّ مِلاكَ الرَأيِ نَزعُ حُماتِها

قُبَيلَ أُمورٍ ما لَهُنَّ مِلاكُ

فَإِن تُطفِئوها اليَومَ فَهيَ شَرارَةٌ

وَغَدواً أُوارٌ وَالأُوارُ هَلاكُ