الدمع مذ بعد الخليط قريب

الدَمعُ مُذ بَعُدَ الخَليطُ قَريبُ

وَالشَوقُ يَدعو وَالزَفيرُ يُجيبُ

ما كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ يَومَ فِراقِكُم

تُبقي عَلَيَّ نَواظِرٌ وَقُلوبُ

إِن لَم تَكُن كَبِدي غَداةَ وَداعِكُم

ذابَت فَأَعلَمُ أَنَّها سَتَذوبُ

داءٌ طَلَبتُ لَهُ الأُساةَ فَلَم يَكُن

إِلّا التَعَلُّلُ بِالدُموعِ طَبيبُ

إِما أَقَمتُ فَإِنَّ دَمعي غالِبٌ

لِعَواذِلي وَتَجَلُّدي مَغلوبُ

أَبقوا عَليلاً بَعدَهُم لا بُرؤُهُ

يُرجى وَلا الآمالُ فيهِ تَخيبُ

كَطَريدِ يَومِ الوِردِ طالَ هُيامُهُ

فَغَدا يَحومُ عَلى الرَدى وَيَلوبُ

بِفُؤادِهِ وَبِصَفحَتَيهِ مِنَ الصَدى

وَمِنَ الرِماءِ عَنِ الحِياضِ نُدوبُ

أَسوانُ يُفتِقُ صَبرُهُ إِفتاقَةً

أَمَماً وَبِغَمزُ بِالجَوى فَيَغيبُ