حلفت بأعلام المحصب من منى

حَلَفتُ بِأَعلامِ المُحَصَّبِ مِن مِنىً

وَما ضَمَّ ذاكَ القاعُ وَالمَنزِلُ الرَحبُ

وَكُلِّ بِجاوِيٍ يَجُرُّ زِمامَهُ

إِذا ما تَراخَت في أَزِمَّتِها النُجبُ

وَتَرجيعِ أَصواتِ الحَجيجِ وَقَد بَدا

وَقورُ النَواحي تَستَبِدُّ بِهِ الحُجبُ

وَرَوعَةِ يَومِ النَحرِ وَالهَديُ حائِرٌ

وَكُلِّ دَمٍ أَودى بِجُمَّتِهِ الرَكبُ

لَقَد جَلَّ مابَيني وَبَينَكَ عَن قِلىً

سَواءٌ تَدانى البُعدُ أَو بَعُدَ القُربُ

وَلي دَمعُ عَينٍ لا يُرَنِّقُ ساعَةً

وَنارُ غَرامٍ بَينَ جَنبَيَّ لا تَخبو

وَقَلبٌ يَمورُ الطَرفُ إِن قَرَّ في الحَشا

وَطَرفٌ إِذا سَكَّنتَهُ نَفَرَ القَلبُ

وَجِسمٌ إِذا جَرَّدتَهُ مِن قَميصِهِ

عَلى الناسِ قالوا هَكَذا يَفعَلُ الحُبُّ

فَما لي عَلى ما بي أُعَنَّفُ في الهَوى

وَيَرمِضُني العَذلُ المُؤَرِّقُ وَالعَتبُ

عَلى حينَ أُعطيكَ الوَفاءَ مُصَرَّحاً

وَأُصفيكَ مَحضَ الوُدِّ ما عَظُمَ الخَطبُ

وَكُنتُ إِذا فارَقتُ دارَكَ ساعَةً

صَمَتُّ فَلا جِدٌّ لَدَيَّ وَلا لِعبُ

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً

بِمَيثاءَ يَلطى في أَباطِحِها التُربُ

تَطَرَّقَها ماءُ الغَمامِ وَدَرَّجَت

بِها الريحُ مُخضَرّاً كَما نُشِرَ العَصبُ

وَهَل أَذعَرَن قَلبَ الظَلامِ بِفِتيَةٍ

تَهاوى بِهِم قودُ السَوالِفِ أَو قُبُّ

وَهَل أَرِدَن ماءً وَرَدنا بِمِثلِهِ

جَميعاً وَفي غُصنِ الهَوى وَرَقٌ رَطبُ

وَهَل لي بِدارٍ أَنتَ فيها إِقامَةٌ

فَأَنشُرَ ما تَطوي الرَسائِلُ وَالكُتبُ

سَلَوتُ المَعالي إِن سَلَوتُكَ ساعَةً

وَما أَنا إِلّا مُغرَمٌ بِالعُلى صَبُّ