ذكرتك لما طبق الأفق عارض

ذَكَرتُكَ لَمّا طَبَّقَ الأُفقَ عارِضٌ

وَأَعرَضَ بَرقٌ كَالضِرامِ لَموعُ

وَأَنتَ مُقيمٌ حَيثُ لا البَرقُ يُجتَلى

بِعَينٍ وَلا روحُ النَسيمِ يَضوعُ

غَريبٌ عَنِ الأَوطانِ لا لَكَ هَبَّةٌ

إِلَيها وَلا بَعدَ المُضِيَّ رُجوعُ

خَلا مِنكَ رَبعٌ قَد تَبَدَّلتَ بَعدَهُ

رُبوعَ بِلىً ما مِثلَهُنَّ رُبوعُ

وَعاوَدَ قَلبي الذِكرُ إِذ نَحنُ جيرَةٌ

زَماناً وَإِذ شَملُ الجَميعِ جَميعُ

وَإِذ عَيشُنا الرَقراقُ يُسبِغُ خَفضَه

عَلينا وَإِذ طَيرُ النَعيمِ وُقوعُ

إِلى أَن مَشى بَيني وَبَينَكُمُ الرَدى

وَقَطَّعَ أَقرانَ الصَفاءِ قَطوعُ

وَفي كُلَّ يَومٍ صاحِبٌ أَستَجِدُّهُ

وَيَنزِعُهُ مِن راحَتَيَّ نُزوعُ

إِذا قُلتُ يَخطوهُ الحِمامُ هَوَت بِهِ

نُيوبُ رَدىً فيها السِمامُ نَقيعُ

سَلامٌ عَلى تِلكَ القُبورِ وَجادَها

بِأَروى وَأَسنى ما يَجودُ رَبيعُ

فَلا تَغبِطونا إِذ أَقَمنا وَأَنتُمُ

عَلى ظَعَنٍ إِنَّ اللِقاءَ سَريعُ