على أي غرس آمن الدهر بعدما

عَلى أَيِّ غَرسٍ آمَنُ الدَهرَ بَعدَما

رَمى فادِحَ الأَيّامِ في الغُصُنِ الرَطبِ

ذَوى قَبلَ أَن تَذوي الغُصونُ وَعَهدُه

قَريبٌ بِأَيّامِ الرَبيلَةِ وَالخِصبِ

كَفى أَسَفاً لِلقَلبِ ما عِشتُ أَنَّني

بِكَفّي عَلى عَيني حَثَوتُ مِنَ التُربِ

جَرَت خُطرَةٌ مِنها وَفي القَلبِ عَطشَةٌ

رَفَعتُ لَها رَأسي عَنِ البارِدِ العَذبِ

وَقُلتُ لِجَفي رُدَّ دَمعاً عَلى دَمٍ

وَلِلقَلبِ عالِج قَرحَ نَدبٍ عَلى نَدبِ

وَمِمّا يُطيبُ النَفسَ بَعدَكَ أَنَّني

عَلى قَرَبٍ مِن ماءِ وِردِكَ أَو قُربِ

أَلا لا جَوىً مُسَّ الفُؤادَ كَذا الجَوى

وَلا ذَنبَ عِندي لِلزَمانِ كَذا الذَنبِ

خَلا مِنكَ طَرفي وَاِمتَلا مِنكَ خاطِري

كَأَنَّكَ مِن عَيني نَقَلتَ إِلى قَلبي