لاموا ولو وجدوا وجدي لقد عذروا

لاموا وَلَو وَجَدوا وَجدي لَقَد عَذروا

وَذَنبُ مَن لامَ ظُلماً غَيرُ مُغتَفَرِ

لَمّا تَمالَوا عَلى عَذلي أَجَبتُهُمُ

بِعِزِّ مُعتَرِفٍ لا ذُلِّ مُعتَذِرِ

أَهوى السَوادَ بِرَأسي ثُمَّ أَمقُتُهُ

فَكَيفَ يَختَلِفُ اللَونانِ في نَظَري

تَأبى طَلائِعُ بيضٍ ذَرَّ شارِقُها

في عارِضي أَن تَكونَ البيضُ مِن وَطَري

إِنّي عَلِقتُ سَوادَ اللَونِ بَعدَكُمُ

عَلاقَةً تُشمِتُ الظَلماءَ بِالقَمَرِ

لَو لَم يَكُن فَوقَ لَونِ البيضِ ما رُقِمَت

صِبغُ اللَيالي عَلى الأَجيادِ وَالعُذرِ

جَعَلتُهُ لِسَوادِ الرَأسِ تَذكِرَةً

إِن تَفقَدِ العَينُ يَرضَ القَلبُ بِالأَثرِ

وَاللَيلُ أَستَرُ لِلخالي بِلَذَّتِهِ

وَالصِبحُ أَفضَحُ لِلساري عَلى غَرَرِ

وَلِلفَتى في ظَلامِ اللَيلِ مَعذِرَةٌ

وَما لَهُ في الضُحى إِن ضَلَّ مِن عُذُرِ

لا أَجمَعُ الحُبَّ لِلبيضِ الحِسانِ إِلى

ما بَيَّضَ الدَهرُ وَالأَيّامُ مِن شَعَري

وَكَيفَ يَذهَبُ عَن قَلبي وَعَن بَصَري

مَن كانَ مِثلَ سَوادِ القَلبِ وَالبَصرِ