لا يبعدن الله برد شبيبة

لا يُبعِدَنَّ اللَهُ بُردَ شَبيبَةٍ

أَلقَيتُهُ بِمِنىً وَرُحتُ سليباً

شَعرٌ صَحِبتُ بِهِ الشَبابَ غُرانَقاً

وَالعَيشَ مُخضَرَّ الجَنابِ رَطيبا

بَعدَ الثَلاثينَ اِنقِراضُ شَبيبَةٍ

عَجَباً أُمَيمَ لَقَد رَأَيتُ عَجيبا

قَد كانَ لي قَطَطاً يُزَيِّنُ لِمَّتي

شَروى السِنانِ يُزَيِّنُ الأُنبوبا

فَاليَومَ أَطَّلِبُ الهَوى مُتَكَلِّفاً

حَصِراً وَأَلقى الغانِياتِ مُريبا

إِمّا بَكَيتُ عَلى الشَبابِ فَإِنَّهُ

قَد كانَ عَهدي بِالشَبابِ قَريبا

لَو كانَ يَرجِعُ مَيَّتٌ بِتفَجُّعٍ

وَجَوىً شَقَقتُ عَلى الشَبابِ جُيوبا

وَلَئِن حَنَنتُ إِلى مِنىً مِن بَعدِها

فَلَقَد دَفَنتُ بِها الغَداةَ حَبيباً