لعمري لقد ماطلت لو دفع الردى

لَعَمري لَقَد ماطَلتُ لَو دَفَعَ الرَدى

مِطالٌ وَقَد عاتَبتُ لَو سَمِعَ الدَهرُ

أَفي كُلِّ يَومٍ أَنتَ غادٍ مُشَيِّعٌ

حَبيباً إِلى دارٍ يُقالُ لَها القَبرُ

لَئِن كانَ لي في كُلِّ ما أَنا تارِكٌ

وَراءَ الثَرى أَجرٌ لَقَد عَظُمَ الأَجرُ

سَقَيتُ أَبا بَكرٍ عَلى البُعدِ وَالنَوى

وَلا بَلَّ هامَ الشامِتينَ بِكَ القَطرُ

أَخي ما أَقَلَّ التابِعيكَ إِلى الثَرى

وَإِخوانُكَ الأَدنونَ مِن قَبلِها كُثرُ

لَقَد كانَتِ النَكراءُ مِنكَ خَليقَةً

وَلا عُرفَ حَتّى يُتَّقى قَبلَهَ النُكرُ

إِلا إِنَّما الماضونَ مِنّا هُمُ الأَولى

أَراحوا وَحَطوا وَالبَواقي هُمُ السَفرُ

نُتَبِّعُهُ أَبصارَنا وَهوَ ذاهِبٌ

كَما مالَ قَرنُ الشَمسِ أَو وَجبَ البَدرُ

عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ فاتَ بِكَ الرَدى

وَلَم يَبقَ عَينٌ لِلِّقاءِ وَلا أَثرُ