ما لي أودع كل يوم ظاعنا

ما لي أُوَدِّعُ كُلَّ يَومٍ ظاعِناً

لَو كُنتُ آمُلُ لِلوَضاعِ لِقاءَ

وَأَروحُ أَذكَرَ ما أَكونُ لِعَهدِهِ

فَكَأَنَّني اِستَودَعتُهُ الأَحشاءَ

فَرَغَت يَدي مِنهُ وَقَد رَجَعَت بِهِ

أَيدي النَوائِبِ وَالخُطوبِ مِلاءَ

تَشكو القَذى عَيني فَيَكثُرُ شَكوُها

حَتّى يَعودَ قَذىً بِها أَقذاءَ

شَرَقٌ مِنَ الحِدثانِ لَو يُرمى بِهِ

ذا الماءُ مِن أَلَمٍ أَغَصُّ الماءَ

أَحبابِيَ الأَدنَينَ كَم أَلقى بِكُم

داءً يَمُضُّ فَلا أُداوي الداءَ

أَحيا إِخاءَكُمُ المَماتُ وَغَيرَكُم

جَرَّبتُهُم فَثَكِلتُهُم أَحياءَ

إِلّا يَكُن جَسَدي أُصيبَ فَإِنَّني

فَرَّقتُهُ فَدَفَنتُهُ أَعضاءَ