وذي نضد لا يقطع الطرف عرضه

وَذي نَضَدٍ لا يَقطَعُ الطَرفُ عَرضَه

إِذا قَيلَ نَجدِيُّ المُباحِ تَغَوَّرا

تَخالُ بِهِ رُكنَي أَبانَ وَشابَةٍ

أَطلاً وَرَجراجاً مِنَ الرَملِ أَعفَرا

إِذا مَدَّ بِالأَعناقِ قَعقَعَ رَعدُهُ

كَعودِ المَلا إِن عَضَّهُ العِبُّ جَرجَرا

كَما اِصطَرَعَت راياتُ قَيسٍ وَخَندَفٍ

عَجالى يَجُدّونَ العَديدِ المُجَمهَرا

إِذا أَجَّ بِالإيماضِ قُلتَ اِبنُ كُفَّةٍ

يُضَرِّمُ بِالغابِ الأَباءَ المُسَعَّرا

تَشَوَّلَ تَشوالَ البُروقِ بِبُرقَةٍ

وَرَجَّعَ قَرقارَ الفَنيقِ بِقَرقَرا

كَأَنَّ بِهِ النَوتِيَّ مِن سَيفِ جُدَّةٍ

عَلى عَجَلٍ يُزجي السَفينَ المُوَقَّرا

لَهُ نَعَراتٌ بَينَ قَوٍّ وَرامَةٍ

وَلا نَعَراتُ الشَيخِ أَوسِ بنِ مَعيَرا

أَبَسَّت بِهِ ريحُ النُعامى مَنيحَةً

كَما جَعجَعَ الوَهمُ الثَفالُ لِيَعقِرا

وَهَوجاءَ في أَشواطِها عَجرَفِيَّةٌ

تَسوقُ مِنَ الغَورِ الغَمامَ الكَنَهوَرا

تَبَعَّقُ بِالأَطباءِ مِن كُلِّ فيقَةٍ

كَمَخضِ الغَريرِيِّ المَزادَ المُوَكَّرا

وَأَقلَعَ إِقلاعَ الظَلامِ وَقَد وَزى

قِلالَ الرَوابي وَالرَكِيَّ المُغَوِّرا

قَضى بِكَ لا ضَنّاً عَليكَ بِمَدمَعي

وَلَكِن رَسيلُ الدَمعِ جادَ وَأَمطَرا

لَقَد ساءَني أَنَّ البَلابِلَ رَوَّحَت

وَأَنَّ مَطالَ الداءِ بَعدَكَ أَقصَرا

تَضَرَّعتُ في أَعقابِ وَجدٍ عَليكُمُ

وَمَن فاتَهُ الإِعذارُ بِالأَمرِ عَذَّرا

وَأَهجُرُكُم هَجرَ الخَلِيِّ وَأَنتُمُ

أَعَزُّ عَلى عَينَيَّ مِن طارِقِ الكَرى

وَلَم أَزجُرِ العَينَ الدُموعَ لِتَنتَهي

وَلَم أَعذُلِ القَلبَ اللَجوجَ لِيَصبِرا

وَقالوا أَرِح قَرحَ الفُؤادِ وَإِنَّما

أَحَبُّ فُؤادَيَّ اِنطَوى دونَهُ البَرى

كَفى جانِبَ القَبرِ الَّذي أَنتَ ضِمنَهُ

زَفيري وَدَمعي أَن يُراحَ وَيُمطَرا

وَما ضَرَّ قَلبي إِذ غَدا مِنكَ آهِلاً

تَأَمُّلُ عَيني مَنزِلاً مِنكَ مُقفِرا

ذَكَرتُكَ وَالأَرضُ العَريضَةُ بَينَنا

وَشَرٌّ عَلى ذي الوَجدِ أَن يَتَذَكَّرا

فَإِن لَم يَزَل قَلبي إِلَيكَ فَقَد هَفا

وَإِن لَم يَزِد دَمعي عَليكَ فَقَد جَرى