وعاري الشوى والمنكبين من الطوى

وَعاري الشَوى وَالمَنكِبَينِ مِنَ الطَوى

أُتيحَ لَهُ بِاللَيلِ عاري الأَشاجِعِ

أُغَيبِرُ مَقطوعٌ مِنَ اللَيلِ شَوبُهُ

أَنيسٌ بِأَطرافِ البِلادِ البَلاقِعِ

قَليلُ نُعاسِ العَينِ إِلّا غِيابَةً

تَمُرُّ بِعَينَي جاثِمِ القَلبِ جائِعِ

إِذا جَنَّ لَيلٌ طارَدَ النَومَ طَرفُهُ

وَنَصَّ هُدى أَلحاظِهِ بِالمَطامِعِ

يُراوِحُ بَينَ الناظِرَينَ إِذا اِلتَقَت

عَلى النَومِ أَطباقُ العُيونِ الهَواجِعِ

لَهُ خَطفَةٌ حَذّاءُ مِن كُلِّ ثَلَّةٍ

كَنَشطَةِ أَقنى يَنفُصُ الطَلَّ واقِعِ

أَلَمَّ وَقَد كادَ الظَلامُ تَقَضَّياً

يُشَرِّدُ فُرّاطَ النُجومِ الطَوالِعِ

طَوى نَفسَهُ وَاِنسابَ في شَملَةِ الدُجى

وَكُلُّ اِمرِىءٍ يَنقادُ طَوعَ المَطامِعِ

إِذا فاتَ شَيءٌ سَمعَهُ دَلَّ أَنفُهُ

وَإِن فاتَ عَينَيهِ رَأى بِالمَسامِعِ

تَظالَعَ حَتّى حَكَّ بِالأَرضِ زَورَهُ

وَراغَ وَقَد رَوَّعتُهُ غَيرَ ظالِعِ

إِذا غالَبَت إِحدى الفَرائِسِ خَطمَه

تَدارَكَها مُستَنجِداً بِالأَكارِعِ

جَرِيٌّ يَسومُ النَفسَ كُلَّ عَظيمَةٍ

وَيَمضي إِذا لَم يَمضِ مَن لَم يُدافِعِ

إِذا حافَظَ الراعي عَلى الضَأنِ غَرَّهُ

خَفِيُّ السُرى لا يَتَّقي بِالطَلايِعِ

يُخادِعُهُ مُستَهزِئاً بِلِحاظِهِ

خِداعَ اِبنِ ظَلماءٍ كَثيرِ الوَقائِعِ

وَلَمّا عَوى وَالرَملُ بَيني وَبَينَهُ

تَيَقَّنَ صَحبي أَنَّهُ غَيرُ راجِعِ

تَأَوَّبَ وَالظَلماءُ تَضرِبُ وَجهَهُ

إِلَينا بِأَذيالِ الرِياحِ الزَعازِعِ

لَهُ الوَيلُ مِن مُستَطعِمٍ عادَ طُعمَةً

لِقَومٍ عِجالٍ بِالقِسِيِّ النَوازِعِ