ولا مثل ليلي بالشقيقة والهوى

وَلا مِثلُ لَيلي بِالشَقيقَةِ وَالهَوى

يَضُمُّ إِلى نَحري غَزالاً مُنَعَّما

خَلَوتُ بِكَالغُصنِ المُرَنَّحِ فَتَّحَت

أَعاليهِ غِبَّ القَطرِ نَوراً مُكَمَّما

وَأَبيَضَ بَرّاقِ النِظامِ كَأَنَّهُ

حَصى بَرَدٍ لَو أَنَّهُ نَقَعَ الظَما

فَسُقياً لِأَلمى ذي غُروبٍ تَخالُهُ

غَزالاً رَعى بِالنِيِّ مَرداً وَعِظلِما

وَلا نَعِمَ الحُمرُ الشِفاهُ كَأَنَّما

تَبَطَّنَ داءً أَو وَلَغنَ بِها دَما

أُحِبُّكَ يا لَونَ الشَبابِ لِأَنَّني

رَأَيتُكُما في القَلبِ وَالعَينِ تَوأَما

سَوادٌ يَوَدُّ البَدرُ لَو كانَ رُقعَةً

بِجِلدَتِهِ أَو شُقَّ في وَجهِهِ فَما

لَبَغَّضَ عِندي الصُبحُ ما كانَ مُشرِقاً

وَحَبَّبَ عِندي اللَيلُ ما كانَ مُظلِما

سَكَنتَ سَوادَ القَلبِ إِذ كُنتَ شِبهَهُ

فَلَم أَدرِ مِن عِزٍّ مِنَ القَلبِ مِنكُما

وَما كانَ سَهمُ الطَرفِ لَولا سَوادُهُ

لَيَبلُغَ حَبّاتِ القُلوبِ إِذا رَمى

إِذا كُنتَ تَهوى الظَبيَ أَلمى فَلا تَعِب

جُنوني عَلى الظَبيِ الَّذي كُلُّهُ لَمى