ولقد أكون من الغواني مرة

وَلَقَد أَكونُ مِنَ الغَواني مَرَّةً

بِأَعَزِّ مَنزِلَةِ الحَبيبِ الأَقرَبِ

أَقتادُهُنَّ بِفاحِمٍ مُتَخايِلٍ

فَيُريبُني وَيَرينُ لي وَيَزينُ بي

وَإِذا دَعَوتُ أَجَبنَ غَيرَ شَوامِسٍ

خَفَفَ النِياقِ إِلى رُغاءِ المُصعَبِ

فَاليَومَ يَلوينَ الوُجوهَ صَوادِفاً

صَدَّ الصَحاحِ عَنِ الطَلِيِّ الأَجرَبِ

وَإِذا لَطَفتُ لَهُنَّ قالَ عَواذِلي

ذِئبُ الغَضاةِ يُريغُ وُدَّ الرَبرَبِ

فَلَئِن فُجِعتُ بِلِمَّةٍ فَينانَةٍ

ماتَ الشَبابُ بِها وَلَمّا يُعقِبِ

فَلَقَد فُجِعتُ بِكُلِّ فَرعٍ باذِخٍ

مِن عيصِ مُدرِكَةَ الأَعَزِّ الأَطيَبِ

قَومي تَقارَعَتِ السِنونُ عَليهِمُ

فَثَلَمنَ كُلَّ فَتىً كَحَدِّ المِقضَبِ

شُعباً مُفَرَّقَةً يَطيرُ فُضاضُها

كَالقَعبِ مُنصَدِعاً وَلَمّا يُرأَبِ

هَتَفَ الرَدى بِجَميعِهِم فَتَتابَعوا

طَلقَ العُطاسِ بَني أَبٍ وَبَني أَبِ

وَرَدوا وَإِنّي بَعدَهُم كَظَمِيَّةٍ

تَسَلُ القَوارِبَ عَن بُلوغِ المَشرَبِ

طَرَقَ الزَمانُ بِكُلِّ خَطبٍ بَعدَهُم

فَإِذا رَأَيتُ عَجيبَةً لَم أَعجَبِ