ونمى إلي من العجائب أنه

وَنَمى إِلَيَّ مِنَ العَجائِبِ أَنَّهُ

لَعِبَت بِعَقلِكَ حيلَةُ الخَوّانِ

وَتَمَلَّكَتكَ خَديعَةٌ مِن قَولَةٍ

غَرّارَةِ الأَقسامِ وَالأَيمانِ

حَقّاً سَمِعتُ وَرُبَّ عَيني ناظِرٍ

يَقِظٍ تَقومُ مَقامَها الأُذُنانِ

أَينَ الَّذي أَضمَرتُهُ مِن بُغضِهِ

وَعَقَدتَهُ بِالسِرِّ وَالإِعلانِ

أَم أَينَ ذاكَ الرَأيُ في إِبعادِهِ

حَنَقاً وَأَينَ حَمِيَّةُ الغَضبانِ

سُبحانَ خالِقِ كُلَّ شَيءٍ مُعجِبٍ

ما فيكُمُ مِن كَثرَةِ الأَلوانِ

يَومٌ لِذا وَغَدٌ لِذاكَ وَهَذِهِ

شِيَمٌ مُقَطِّعَةٌ قُوى الأَقرانِ

فَالآنَ مِنكَ اليَأسُ يَنقَعُ غُلَّتي

وَاليَأسُ يَقطَعُ غُلَّةَ الظَمآنِ

فَاِذهَب كَما ذَهَبَ الغَمامُ رَجَوتُهُ

فَطَوى البُروقَ وَضَنَّ بِالهَتّانِ

أَو بَعدَ أَن أَدمى مَديحُكَ خاطِري

بِصِقالِ لَفظٍ أَو طِلابِ مَعاني

لا بارَكَ الرَحمَنُ في مالٍ بِهِ

يُعدى البَعيدُ عَلى القَريبِ الداني

لي مِثلُ مُلكِكَ لَو أَطَعتُ تَقَنُّعي

وَذوو العَمائِمِ مِن ذَوي التيجانِ

وَلَعَلَّ حالي أَن يَصيرَ إِلى عُلىً

فَالدَوحُ مَنبِتُها مِنَ القُضبانِ

فَاِحذَر عَواقِبَ ما جَنَيتَ فَرُبَّما

رَمَتِ الجِنايَةُ عُرضَ قَلبِ الجاني

أَعطَيتُكَ الرَأيَ الصَريحَ وَغَيرُهُ

تَنسابُ رَغوَتُهُ بِغَيرِ بَيانِ

وَعَرَضتُ نُصحي وَالقَبولُ إِجازَةٌ

فَإِذا أَبَيتَ لَوَيتُ عَنكَ عِناني

وَلَقَد يَطولُ عَليكَ أَن أُصغي إِلى

ذِكراكَ أَو يُثني عَليكَ لِساني