يا طائر البان غريدا على فنن

يا طائِرَ البانِ غِرّيداً عَلى فَنَنٍ

ما هاجَ نَوحُكَ لي يا طائِرَ البانِ

هَل أَنتَ مُبلَغُ مَن هامَ الفُؤادُ بِهِ

إِنَّ الطَليقَ يُؤَدّي حاجَةَ العاني

ضَمانَةٌ ما جَناها غَيرُ مُقلَتِهِ

يَومَ الوَداعِ فَيا شَوقي إِلى الجاني

مُغَفَّلٌ عَن هُمومي في بُلَهنِيَةٍ

أَرعى النُجومَ وَطَرفاهُ قَريرانِ

يَنأى وَيَدنو عَلى خَضراءَ مَورِقَةٍ

لُعبَ النُعامى بِأَوراقٍ وَأَغصانِ

كَالقُرطِ عُلِّقَ في ذِفرى مُبَتَّلَةٍ

بَينَ العَقائِلِ قُرطاها قَليقانِ

هَيهاتَ ما أَنتَ مِن وَجدي وَلا طَرَبي

وَلا لِقَلبِكَ أَشجاني وَأَحزاني

وَلا نَظَرتَ إِلى ماءٍ عَلى ظَمَإٍ

تَبغي الوُرودَ وَلَيسَ الوِردُ بِالداني

وَلا فُجِعتَ وَقَد سارَت رَكائِبُهُم

يَومَ الغَميمِ بِغِزلانِ كَغِزلانِ

لَولا تَذَكُّرُ أَيّامي بِذي سَلَمٍ

وَعِندَ رامَةَ أَوطاري وَأَوطاني

لَما قَدَحتُ بِنارِ الوَجدِ في كَبِدي

وَلا بَلَلتُ بِماءِ الدَمعِ أَجفاني