يا قلب ليتك حين لم تدع الهوى

يا قَلبُ لَيتَكَ حينَ لَم تَدَعِ الهَوى

عَلَّقتَ مَن يَهواكَ مِثلَ هَواكا

لَو كانَ حَرُّ الوَجدِ يُعقِبُ بَعدَهُ

بَردَ الوِصالِ غَفَرتَ ذاكَ لِذاكا

لا بَل شُجيتَ بِمَن يَبيتُ مُسَلَّماً

خالي الضُلوعِ لا يَحُسُّ شَجاكا

إِن يُصبِحوا صاحينَ مِن خَمرِ الهَوى

فَلَقَد سَقَوكَ مِنَ الغَرامِ دِراكا

يا لَيتَ شُغلَكَ بِالأَسى أَعداهُمُ

أَو لا فَلَيتَ فَراغَهُم أَعداكا

أَهَوىً وَذُلّاً في الهَوى وَطَماعَةً

أَبَداً تَعالى اللَهُ ما أَشقاكا

يا قَلبُ كَيفَ عَلِقتَ في أَشراكِهِم

وَلَقَد عَهِدتُكَ تُفلِتُ الأَشراكا

أَكثَبتَ حَتّى أَقصَدَتكَ سِهامُهُم

قَد كُنتُ عَن أَمثالِها أَنهاكا

إِن ذُبتَ مِن كَمَدٍ فَقَد جَرَّ الهَوى

هَذا السَقامَ عَلَيَّ مِن جَرّاكا

لا تَشكُوَنَّ إِلَيَّ وَجداً بَعدَها

هَذا الَّذي جَرَّت عَلَيَّ يَداكا

لَأَعاقِبَنَّكَ بِالغَليلِ فَإِنَّني

لَولاكَ لَم أَذُقِ الهَوى لَولاكا

يا عاذِلَ المُشتاقِ دَعهُ فَإِنَّهُ

يَطوي عَلى الزَفَراتِ غَيرَ حَشاكا

لَو كانَ قَلبُكَ قَلبَهُ ما لُمتَهُ

حاشاكَ مِمّا عِندَهُ حاشاكا