أبصرت أن لا عند غيرك مطلب

أَبْصَرتُ أن لا عندَ غيركَ مَطلَبُ

وكذاك ليس ورآءَ ذلك مَذهبُ

فَيبنُ لي أنَّ البَسيطة كلَّها

سَمدٌ وأنّ النّاسَ طُراً يعَربُ

ما ذاكَ إلا أنّ جودك شاملٌ

بنوالهِ ولأنَ رَبعكَ مُخصِبُ

وبِكلّ قومٍ في رحَابكَ عيشةٌ

ولِكلّ أْرض من سَمائك صَيّبُ

للنَاسِ أفئدةٌ بحبُّكَ تمتلي

فَرحاً وألْسنةٌ بحمدك تخْطُبُ

يا ابنَ الملوك من العَتيك أبعَد ذا

حَسَبٌ يَظنُ المدّعي أو يحسِبُ

بصفاتك التَّشبيهُ مابينَ الوَرى

وبجوِدك الأمثالُ فيهم تُضْرَبُ

وكفاكَ فضلاً أن جَدَّك ماجدٌ

ونَداكَ مبذولٌ وخيمك طَيَّبُ

أثْني عليك بحُسنِ ما تأتي به

فكأنّما تُملي عَليَّ واكتُبُ

فبقَيت مُعطىً يا أبا العَرَب الغِنَى

إن البقآء مع الغِنى لك طيّبُ

لولا ندى يعْربٍ فتَى العَرَب

لما حمدنا إصابَة الأدبِ

أوسَعَنا بَّرهُ فأمكَننَا

حسنُ ثنآء يَبقى مدى الحقبِ

وَعنَّ للنَّفس مَطلبٌ فغدا

لنُجحهِ الشعرُ خيرَ ما حسَبِ

والشعرُ وَشْيٌ وجوهر وهُمُا

لُبْسُ المعالي وحِيلةُ الحَسبِ

وحبَّذا الشعرُ حين نبعثهُ

امامَ حاجاتِنا إلى الطَّلبِ

إذا وَجدنا له أخا كَرَمٍ

كالسيِّد المرتجى أبي العَرَبِ

من لَم يزْل سَيّبُ جود راحِتهِ

عَوناً لآمالنا على النُّوَبِ

ولم تزَل في العلى له هِممُ

تَعلو وتسمو لأشرفِ الرُّتبِ

صَفَت وطابت خِلالهُ وزكَتْ

فهي رضىً في الرِّضى وفي الغَضَبِ

وهو كماء الغَمام تمزُجهُ

بالراحِ أو كاللجين في الذَّهبِ