ألا ليت أهل الأرض في الحزن والسهل

ألا ليت أهل الأرض في الحزن والسهّل

فداءٌ لذهل كلهم وبني ذهلِ

فما هو إلاّ زينةٌ لملوكها

ولو عقلوا فَدَّوهُ بالمال والأهلِ

أبو حسن المعطى المحاسن كلّها

من الطبع والعادات والقول والفعل

له الحسب المعدود والنسب الّذي

زكا وصفا صفوَ الفريد من النصلِ

بحلم بلا ضعف وقولٍ بلا خنا

وصمتٍ بلا عيٍّ ويسرٍ بلا هزلِ

وبأسٍ بلا عجبٍ ونفع بلا أذىً

وبذل بلا منُّ ووعدٍ بلا مطلِ

إذا اشتغل النّاس احتفاظاً بمالهم

فذهل من الإنفاق للمال في شغلِ

برى نفعَه من ماله نفعَ غيره

سجيّةُ نفسٌ لم تجد لذّة البخلِ

كأَن يديه صيغتا من سماحةٍ

فما أقرب الموجود منه إلى البذلِ

أراه حمىّ للخائفين من العدَى

ومنتجَعاً للوفد في زمن المحلِ

أبا حسن ما أشبهَ النّاسَ باسمه

وما لك في كل المحاسن من مثلِ

بقيتَ ويُبقى الله أولادك الألى

همُ الفرع يَدري أنه طيّب الأصلِ

سألنا لكم طول البقاء كأنّما

سألنا بقاءً للْمكارم والفضلِ

ويهنيكم الشّهر الجديد مبشّراً

بمستمع النّعمى ومجتمع الشّملِ

فأجروا لنا عادات بركم الّذي

لو أنا سكتنا جاء بالعاجل الجَزْلِ