إنما ينفعنا صوب المطر

إنّما ينفعنا صوبُ المطرْ

في ذرَى السيّد ذُهل بن عُمَرْ

حيث نجني من أفانين النّدَى

في ظلال الجُود أنواعَ الثّمَرْ

من إذا أيسر أغنى قومَهُ

وإذا أعسَر لم يُبدِ الضَّجَرْ

ومتى تسألْه أعطى سلساً

فوق ما تسألُه ثمَّ اعْتَذرْ

وأذا أُوجبَ ذنبٌ غضَباً

جلبَ الحِلمُ وضاهُ فغفَرْ

ولهُ الرَّبعُ الرّحيبُ المعتَفى

فهو معمورُ النَّواحي مُعْتَمَرْ

يفعلُ المعروف عَفواً صافياً

كصفاء الطَّلّ ما فيه كَدْرِ

وسَجايا عَتكيّاتٌ له

كنسيم الوَرد في بَرْدِ السَّحرْ

إنَّما الإنسانُ ذهلٌ وحدَه

وجميع النّاس أجسادٌ صُوَرْ

شَرُفَ الأزْدُ اليمانونَ بهِ

وتمنَّت أنّها منهُ مُضَرْ

ولقد أمدحُ ذهلاً بالّذي

هو في النّاس مُبينٌ مُختَبرْ

فكأنّي كلّما حَلّيتُهُ

قلتُ للنّاس انظروا ضؤَ القَمَرْ

لي يا ذهلُ السَّجيّاتُ الرّضَى

والأيادي والعُلى والمفتَخَرْ

ولقد سيقَ إليكم يا أبا

حَسَنٍ أحسَنُ ما ساقَ القَدَرْ

شرَفُ عن سلفٍ متّلدٌ

وثناء عن صَنيع مُدخَرْ

بأياديك أرى خيرَ السُّرى

وبحسناك أحاديثَ السَّمَرْ

وإذا ما الأزد عُدَّت جسدا

كنت أنت السّمعَ فيها والبَصَرْ

أنتَ بالألسُن محمودٌ وفي

كل قطر من أياديك أثَرْ

ما تَماري النّاس في فضلك بَلْ

كلَّ حيّ لك بالفضل أقَرْ

عش مدى الأيام يا ذهلُ ودُمْ

في علوّ ونعيم وحَبَرْ

لا يزالُ العَبدُ يعادُكَ يا

خير من صلّى وضحَّى ونَحَرْ

وأراك الله أدراك المنى

في بنيك السادة الشّمِّ الغرَرْ

واستمعْ من أدبي منظومة

كاليواقيت بتفصيل الدُّررْ