خليلي بعد الشيب هل يحسن الهزل

خليلَيَّ بعد الشيب هل يحسن الهزلُ

وهل للغواني عند ذي عدم وصلُ

أَلم تَرَ أن الحلم للشّيب زينةٌ

ولهو التّصابي بعد مرّ الصِّبا جهلُ

تولّت بشاشات الشّباب وأَقصرت

مراقبة الواشين وانقطع العذلُ

بلى بقيت أُمنيّةٌ وتِعلَّةٌ

يكون بها عن كلّ ملهية شُغلُ

وكانت من الشعر انقضت أَريحيّةٌ

فهيّجَها من بعدما ذهلت ذُهلُ

أَبو حسن أَحيا الوصال فأصبحت

سبيلُ الرّضى ما بيننا قلَّما ماتَحلُو

فيمْنَحنُي برّاص وأَحبُوه مِدْحَةً

كلانا لما أَولاهُ صاحبُه أَهلُ

جوادُ أَحبُّ النّاس طالبُ حاجةٍ

إليه وأَحلى الفعل في ماله البذلُ

يقول فيُلفَى أَحسنَ النّاس قائلاً

وأَحسن شيءٍ منه مع ذلك الفعلُ

ويؤثر نقصَ المال في الفضل للعُلى

وما ضاع مالٌ نقصه للعلى فضلُ

قضى الجود أَن الحمدَ حقٌّ لأَهله

وبالذَّم في أَصحابه قد قضى البُخلُ

كما قضتِ الآداب والشيم الرِّضي

لذهلٍ بأن في النّاس ليس له مثلُ

أبا حسن يا أَكرمَ النّاس شيمَةً

وفعلاً وأولاداً كما كرُم الأَصلُ

كأنك فيما بينهم ليثُ غابة

ومنهم بها في كل ناحية شِبلُ

وأَنت الخِضمَّ العَذب مشربه وهمُ

جداوله كلٌّ له مشرع سهلُ

بقيتم وعشتم في غنىً وسلامة

وعزٍ لكم طولُ الحياة به حلّوُ

ومجدكم ينْمي وبدرُكم يُرى

وسعدُكم يسمو وجدّكم يعلو