منك النوال ومني الشكر والطمع

منك النّوالُ ومني الشكر والطّمعُ

وحيث كان مَصابُ الغيثُ منتجعُ

عوّدتني العادةَ الحسنى أبا حسن ٍ

فلم يكن عنك لي صبرٌ ومقتنعُ

ما شامَ منكَ رجائي ضوءَ بارقةً

إلاّ وصادف غيثاً صَُْبُه دُفَعُ

يُهنيكَ غيثُ أيادٍ أنتِ واضعها

عندي وهنَّ لعمري خير ما تضعُ

فإنَّ مثلك من أسدى الصنيعة لي

عفواً ومثلي بالبّر يُصطنعُ

لم تُولني منناً إلاّ وقابلها

رَطبٌ بحسن ثناءٍ ليس ينقطع

ولي لسانٌ فصيحٌ في بني عُمرٍ

بالشكر مني معنىً فيك مُختْرعُ

المحسنينَ بلا مطَلٍ إذا وَعدوا

والمنعمين بلا منٍّ إذا نفعوا

وأنتَ يا ذُهل فيهم سيد علمٌ

ماضي العزيمة لا وانٍ ولا ضرَعُ

وطال عمركَ وازْددت انبساط يدٍ

تعلو على الترتبة العُليا وترتفعُ

سامٍ توقّلتَ من فرع العُلى شرفاً

كما توقّل رأسَ الشاهق الصَّدَعُ