تجري مع الحب إلى غاية

تَجري مَع الحُب إِلى غاية

خَبيئة كَالعطر في وَرده

أَدنى إِلى الأَنفُس في طِيبه

بِقَدر ما يوغل في بُعده

إِذا اِنقَضى كانَ عَلى صَدره

قَبر لِذاكَ العُرف مِن بَعده

كَذَلِكَ الحُب وَغاياته

مِن بَرقه الخاطف أَو رَعده

يا مَن فَجَرت الحُسن في عالم

مِن جُندك القَلب وَمِن جُنده

يَرف سحر الكَون في ثَغره

وَيُولد الحُب عَلى مَهده

مَتاعب الدُنيا وَآلامها

وَمَبعَث الفِتنة مِن عِنده

هبتني القَلب الَّذي لَم يَفق

مِن سَكرَة الحُسن وَمِن وَجده

وَأَنتَ يا مَن ذُقت طَعم الهَوى

مِن سحر عَينيه وَمِن خَدِهِ

عَيناكَ هاتان وَقَد صَبغتا

مِن كِبرِياء الحُسن أَو مَجده

عَيناكَ هاتان وَما فيهما

مِن هادئ السحر وَمحتده

كَمضمر سراً وَمِن بَينه

مَغالق الكَون وَلَم يُبدِه

يا صَحو دُنياي وَأَحلامِها

وَرِقة العابد في زُهدِهِ

مِثالية الحُسن وَآلاءه

وَبَر ما أَسلَف مِن وَعده

تَعالَ يا لَوعة قَلبي وَما

تَحرجت كَفاكَ مِن وَأده

نَستَقبل الروحي مِ حبنا

وَنَبعث المَوؤود مِن لَحده