راح يروي صداه

راحَ يَروي صَداهُ

مِن نَفحات العُطور

يَهيم تَبغي يَداه

قَطف جَني الزُهور

يَهفو لِوَرد الشِفاه

وَأَرى نَحل الثُغور

قَلب كَقَلب الحَياة

بَينَ حَنايا الأَبَد

تَحد مِنهُ الجِهات

لَكِنهُ لا يَحد

يَرد صَوت الرُعاة

مُجَلجِلاً كَالرَعد

قَلب رَمَتهُ السُنون

بَينَ مَراقي الجِبال

ملء فَضاء الظُنون

ملء سَماء الخَيال

تَنال مِنهُ العُيون

وَيَطيبه الجَمال

دُنيا تَغيم السَماء

فِيهِ وَيَهمي المَطر

يَنبدغ رَي وَماء

يَصدى فيا للقَدر

وَيح البُحور الظِماء

تَرشف ضوء القَمَر

جَنى عَلَيهِ النَماء

أَثمَر حَتّى اِنقَطَف

كَم ذا آثار الدَماء

وَكَم بِروحي نطف

صوح إِلا ذِماء

وَغاضَ إِلا نطف

يا قَلب لا كَالقُلوب

يَدفُق مِنكَ الأَلَم

تَرمي وَراء الغُيوب

عَينا تَحس العَدَم

يَنهل مِنكَ الغُروب

وَتَستَفيض الظلم

يا لِلجَلال الرَهيب

أَوغل فيهِ الهِيام

وَيا لِلقُدس الحَبيب

مِن قَلبي المُستَهام

يَمزج مر النَحيب

بِذكرَيات الغَرام

وَاها سَليل العَرين

يا جبرة الأَقوياء

يَغض هَذا الحَنين

يا جبرة الأَقوياء

يَكبر مِنكَ الأَنين

يَجمل فيكَ الرِياء

وَيحي وَوَيح الضُلوع

مِن خافق كَالقَدَر

يَركُض بَينَ الدُموع

أَهوج داني الخَطَر

إِن لنت أَخفي الوُلوع

وَإِن عَصيت اِنفَجَر