الحلم أولى بمن شابت ذوائبه

الحِلمُ أَولى بِمَن شابَت ذَوائِبُهُ

وَالحَمدُ أَحرى بِمَن دامَت تَجارِبُهُ

وَالمَرءُ مَن لَم يَضِق ذَرعاً بِنائِلِهِ

وَلا يَرى الهَول إِلّا وَهوَ راكِبُهُ

فَإِن تَعَذَّرَ مطريه وَمادِحه

أَتى إِلَيهِ مرجِّيهِ وَنادِبُهُ

أَبا العَلاء الَّذي جَلَّت مآرِبُهُ

مِن قبل قَصدي لَهُ دَرَّت سَحائِبُهُ

لَولا المطهَّر ما تَهدي أَنامِلُهُ

إِلى العُفاةِ يعافُ الشعر صاحِبُهُ

يَجودُ بِدءاً وَعوداً قَبلَ تسأَلَهُ

فَإِن سَأَلتَ فَنَل ما أَنتَ طالِبُهُ

إِن أَخلَف المُزنَ لَم تَخلِف أَنامِلُهُ

أَو أَمسِك الغَيثَ لَم تُمسِك مَواهِبُهُ

مباركُ الوَجهِ مَيمونُ النَقيبَةِ

وَهّابُ الرَغيبَة مَعدومُ ضَرائِبُهُ

يُريكَ في بدءآتِ الرأي أَحسَن ما

يأتي بِهِ بَعدَ أَحوالٍ عَواقِبُهُ

يا كاتِباً جَرَتِ الأَقدارُ حينَ جَرَت

أَقلامُهُ في الوَرى شاعَت مَناقِبُهُ

قَضَت عَلى المالِ لِلعافي أَنامِلُهُ

كَما قَضَت في أَعاديهِ قَواضِبُهُ

وَواجِد طرقاً لِلحَمدِ واصِفُهُ

وَعادِمٍ طُرُقات الذَمّ عائِبُهُ

لا يَغفَل الخَير ما لاقيتَ غُرَّتُهُ

بِحَيثُ حَلَّ وَلا تَدجو غَياكِهبُهُ