سقى دمعي الأحبة حيث ساروا

سَقى دَمعي الأحبَة حَيثُ ساروا

فَما ترويهِمُ الدِيمُ الغزارُ

تَوَلَّت ظعنُهُم وَالمَرءُ تنبو

بِهِ الأَحوال لا تَنبو الدِيارُ

لَهُنَّ مِن الحَيا نَحوي ابتِدارُ

كَما ابتَدَرت مِنَ الزَندِ الشَرارُ

فأَصمين الفؤاد فَقلت واهاً

أَتَرمي قَلب صائِدها الصَوارُ

أَقيدوني حآذركم فَقالوا

جِراحة كل عَجماء جَبارُ

وَطاعنة بِرُمحٍ مِن نُهودٍ

أَسِنة مِثلها الحَلمُ الصِغار

زَرعتُ بِخَدِّها رَوضاً بلثمي

فَفي وَجناتا مِنهُ اخضرارُ

كأَنَّ مَواقِع التَقبيل فيهِ

رَماد جامِدٌ وَالخَدِّ نارُ

لَيعينِكِ وخزة في كُلِّ قَلبٍ

أَأَشفارٌ جفونك أَم شفارُ

عَذَرتُكِ إِذ حجبتُ وَأَنتِ بَدرُ

لَهُ في كُلِّ أَوقاتِ سِرارُ

وَخوَّلَكِ النِفارُ وأي ريمٍ

يُرى أَبَداً وَلَيسَ لَهُ نِفارُ

تُجَرِّد منيَ الأَيّامُ نصلاً

لَهُ في كُلِّ ناحيَةٍ غِرارُ

يَظُنُّ أَناتيَ الجُهَلاءُ وَقراً

وَهَذا اللَوم أَكثره وِقارُ

وَلَو سادَ الصَبور بِغَيرِ حلم

إِذاً لاقتادَ قائِدَه الحِمارُ

أَطاعَ الناسُ أَرادهم وَهَذا

عَلى الإِسلامِ وَالعُلماءِ عارُ

لِكُلِّ بينهم هِمَمٌ وَقَدرٌ

لِعجلِ السامِريِّ له خُوارُ

فَذرني وَالطُغاة فبين رُمحي

وَبينَ قُلوبِ أَكثرهم سِرارُ

إِذا ما عَرَّس الخِطيُّ فيهم

فَإِنَّ رؤوسهم فيها نِثارُ

كأَنَّ رؤوسهم حَصَباتُ حَذفٍ

تَساقَط وَالفَضاء لَها جِمارُ

حَلَفتُ لأَنهَضَنَّ لَهُم بِأُسدٍ

لهم بِشعار دينِ اللَهِ زارُ

إِذا عَمِدوا ظَلامَ الشِركِ يَوماً

أَزالوهُ كَأَنَّهم نَهارُ

يؤدون النُفوسَ إِلى المَنايا

كَأَنَّ النَفسَ عِلٌ مُستَعارُ

إِذ بلغ الفَتى عِشرينَ عاماً

وَأعوزه العلاءُ فَذاكَ عارُ

إِذا ما أَوَّل الخِطِّيِّ أَخطا

فَما يُرجى بأخره انتِصارُ