شهر غدا مشتهرا

شَهرٌ غَدا مُشتَهِراً

بِسُعودِهِ بَينَ الشُهور

وَبِيَمنِهِ وَأَمانِهِ

وَالعَدل وَالخَير الكَثير

وَبِرُشدِهِ وَسَدادِهِ

وَالنَجح في كُلِّ الأُمور

وَبطيب عَيش قَد صَفا

كالماءِ هادٍ في الغَدير

وَبِكُلِّ مَنزِلَةٍ تُجَمِّلُ

كل منتقِدٍ بَصير

لِفَتى الفُتوَّة وَالمُروَّةِ

ذي المحلِّ أَبي السُرور

لِلسَّمحِ نجلُ مُحَمَّدٍ

ذي الفَخرِ وَالقَدرِ الكَبير

حَسَنٌ ومن إِحسانِهِ

لِلحامِدِ المثني الشَكور

فنواله فيهِ شفاء

لِلقُلوبِ وَلِلصُّدور

من لَم تَزَل أَنواره

تَعلو وَتَقهر كل نور

من قَد سَما بأبٍ لَه

قَد كان مَعدومُ النَظير

مَن كُلِّ من جارَ الزَمانُ

وزرتَه أَضحى بِخَير

فَعَليه عادَ بِغبطَةٍ

ما في المُغَيَّبِ وَالحضور

وَعلى بَني حسن فَهم

زَينُ المَدائِنِ وَالثُغور

وُهُمُ جَمال حيث حَلّوا

لِلصَّغير وَلِلكَبير

وَإِذا غدوا في مَجلسٍ

لمطاع أَمر أَو أَمير

فَهُمُ كأَمثالِ الشُموسِ

المشرقات وَكالبُدور

يا أَيُّها المعطي العَطايا

لِلعُقاة بِلا مُشير

يا من نَسيمُ فِعالِهِ

كَنَسيم مِسكِ أَو عَبير

يا من غَدا كِنزُ المُقِلِّ

بأَرضِنا وَغِنى الفَقير

انصر شَكوراً ذاكِراً

لَكَ بِالجَميلِ بِلا فُتور

فَلَقَد غَدا في عِلَّةٍ

صَدَّتهُ عَن حالِ المَسير

نَزَلَت بِهِ في بَيتِهِ

مِن طُولِها مِثلُ البَعير

لا يَستَريح إِلى حَديثِ

البيضِ في اليَومِ المَطير

فالجِسمُ مِنهُ مُنحَفٌ

وَالحالُ زائِدَةٌ القصور

فانعِم عَلى رَبِّ اعتِرافٍ

غير ذي مكرٍ كَفور

إِمّا بِعَينٍ أَو لُجَينٍ

أَو بِقَمحٍ أَو شَعير

لا زالَ نَجمُكَ طالِعاً

بالسَعدِ كالقَمَرِ المُنير

في حالِ إِقبالٍ يُقابِلُ

في الرَواحِ وَفي البُكور