عصى العواذل إذ لجت عواذله

عَصى العَواذِلِ إِذ لَجَّت عَواذِلُهُ
وَواصَل الهَمِّ فيمَن لا يُواصِلُهُ
وَطالَ لَيل مُحِبٍّ في تَفَكُّرِهِ
فيمَن لِمَوعُودِهِ أَضحى يُماطِلُهُ
وَكانَ سَمحاً جواداً بِالوِصالِ لَهُ
إِن ضَنَّ يَوماً بِوَصلِ الحُبِّ باخِلُهُ
لِلَّهِ أَيامُنا تِلكَ الَّتي سَلفَت
وَالدَهرُ في غفلة عَنّا نُماحِلُهُ
وَالدَهرُ في غَفلَةٍ عَنّا يَلذُّ لَنا
عَيش الصِبا وَأَلَذ العَيش غافِلُهُ
وَكأَسُنا كَنَسيم المِسكِ عاطِره
يُديرها شادنٌ حُلوٌ شَمائِلُهُ
سَقى النَدامى مُداماً مِن لَواحِظِهِ
من سحر طَرفٍ كساهُ السِحر بابِلُهُ
يَهتَزُّ كالغُصنِ مَيّاس الرِياض غَدا
بِمثله كل ذي عَقلٍ يُماثِلُهُ
أَبا العَلاء الَّذي جلَّت راحَتِهِ
فَلَيسَ في المَجدِ من خَلقٍ يُطاوِلُهُ
ومن له سُحبٌ من غيث راحَتِهِ
عَلى الوَرى بِالنَدى تَهمي هَواطِلُهُ
فَيا عطا اللَهِ يا ابن الأَكرَمينَ وَمَن
بِوَصفِهِ في العُلى قامَت دَلائِلُهُ
أَنتَ الَّذي غمرت بِالجودِ راحته
كُلَّ الأَنامِ وَعَمَّ الخَلق نائِلُهُ
- Advertisement -